بإشراف الميليشيات والشبيحة… بيوت الدعارة تغزو حلب


زياد عدوان: المصدر

انتشرت في مدينة حلب مؤخراً  العشرات من بيوت الدعارة، بعد أن كانت معظمها بالخفاء، واكتسبت تلك البيوت التي فُتحت خلال الفترة الماضية دعماً من قبل الأفرع الأمنية والميليشيات الموالية للنظام والمتواجدة داخل المدينة.

ويتخوف الأهالي من انتشار مرض نقص المناعة “الإيدز” في المدينة مع انتشار بيوت الدعارة، ولأن القائمين على تلك البيوت ومن يأمنون الحماية لها هم من الأفرع الأمنية وعناصر الشبيحة والميليشيات الموالية، فإن السكان وأهالي حلب الذين بقوا فيها لا يستطيعون تقديم شكاوى وبلاغات من أجل مكافحة ظاهرة انتشار تلك البيوت في العديد من أحياء المدينة.

واستحدثت في منطقة الأعظمية قرب السوق أحد أهم بيوت الدعارة التي يتواجد فيها أكثر من 16 فتاة ممن تتراوح أعمارهم بين السابعة عشرة والثلاثين، وتشرف بشكل مباشر على المنزل “ليلى فرهود” والتي تربطها علاقة قوية ووطيدة مع ميليشيات النظام، ورئيس قسم شرطة الأعظمية “العميد رفعت حسن”، والذي يقوم بتأمين عناصر لحماية ذلك البيت تحت صفة منطقة أمنية، ويتم حراسة المنزل من قبل خمسة عناصر.

كما انتشرت العديد من بيوت الدعارة التي تقوم ميليشيا (لواء القدس) بتأمين الحماية لها في أحياء شرق وجنوب مدينة حلب، مثل الزبدية، السكري، الفردوس وغيرها من الأحياء، ويرتاد تلك البيوت عناصر الميليشيات الشيعية والعراقية وغيرها.

وقد أثارت هذه الظاهرة استياء وغضب أهالي تلك الأحياء التي لم يستطيعوا مغادرتها عقب دخول ميليشيات النظام، ويشرف على ملف انتشار بيوت الدعارة في مدينة حلب، وخصوصاً الأحياء الشرقية والجنوبية، “إياد صافي”، وهو قيادي ميليشيا (لواء القدس) من مدينة حمص.

وأشرف “صافي” على فتح العديد من بيوت الدعارة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، واستهدف بشكل مكثف الأحياء التي خرجت منها كتائب الثوار.

وقال (ناصر حمدان) من حي الشيخ مقصود لـ (المصدر): “أنشئت الميليشيات خمسة بيوت للدعارة في حي السكري، وتقوم بتأمين الحماية للبيوت وللزبائن الذين يرتادونها باستمرار، مع العلم أن الفتيات والنساء اللواتي يعملن ضمن تلك البيوت غالباً ما يأتون من خارج مدينة حلب، وقد اضطر العديد من سكان الحي لمغادرته بسبب توافد عناصر الميليشيات بشكل كبير إلى بيوت الدعارة”.

وتشهد بقية أحياء حلب انتشار هذه الظاهرة الدخيلة، ويتخوف الأهالي في تلك المناطق والأحياء من انتشار مرض نقص المناعة في صفوف الشبان من أبناء تلك الأحياء والمنضمين لتلك الميليشيات قسريا، وذلك نتيجة تعاطيهم الحبوب المخدرة والتي يتم تعاطيها قبيل الذهاب إلى تلك الأماكن.

وقد أسهمت الصلاحيات التي منحت للشبيحة وللميليشيات بانتشار بيوت الدعارة، والتي يقام فيها سهرات السكر والرقص والعربدة، وبسبب ذلك اضطر العديد من سكان تلك الأحياء لمغادرتها بسبب هيمنة الشبيحة والميليشيات الموالية للنظام.

وغادر “أبو محمود” مع عائلته من حي الصالحين إلى منطقة أخرى خوفاً على بناته من تعرضهن للخطف وجعلهن يعملن في بيوت الدعارة.

وقال “أبو محمود” لـ (المصدر)، إن “انتشار بيوت الدعارة جعل العديد من الأهالي يهربون خوفاً على بناتهم من أن يتم اختطافهم ووضعهم في بيوت الدعارة، الأهالي في مدينة حلب معروفون بعدم سكوتهم على انتشار الرذيلة، ولذلك قمت بمغادرة منزلي بعد توافد العشرات من عناصر الميليشيات والشبيحة إلى بيوت الدعارة، وخوفاً من أن يتم اختطاف بناتي وأخذهم إلى تلك الأماكن التي تديرها ميليشيات النظام والشبيحة والأفرع الأمنية، فغادرت الحي إلى مناطق تعد أكثر أمانا”.

وتسعى الأفرع الأمنية والميليشيات الموالية من خلال الصلاحيات التي تملكها، إلى نشر الفجور والرذيلة في مدينة حلب كعقوبة لها لتشويه صورة المدينة الحضارية، من خلال نشر بيوت الدعارة وتعاطي المخدرات، ومع غياب الدور الأمني النزيه والشفاف تعيش المدينة في ظل حكم الميليشيات المسلحة والشبيحة حالة من الفوضى والفلتان.





المصدر