قوات خاصة أمريكية تشارك في معركة الرقة.. و"تنظيم الدولة" يواجه بالألغام والطائرات المسيرة


تواصلت، اليوم الخميس،  المواجهات بين ميليشيا قوات "سوريا الديمقراطية" التي يشكل مقاتلو ميلشيات كردية غالبيتها، وبين مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" من جهة أخرى، في محاولة للتقدم نحو معقل التنظيم في الرقة، فيما تشهد المواجهات الحالية مشاركة فعلية من قبل القوات الخاصة الأمريكية.

وكانت "سوريا الديمقراطية" أعلنت صباح أول أمس الثلاثاء عن بدء "المعركة الكبرى" لطرد مقاتلي التنظيم من الرقة، وشنت هجوماً واسعاً عليها من الجهات الشمالية والشرقية والغربية، وذلك بعد سبعة أشهر على إطلاقها حملة "غضب الفرات".

وتمكنت الميليشيات الكردية من دخول حي المشلب وهو أول الأحياء التي جرى اقتحامها وسيطرت على أجزاء منه، بعد تلقيها دعماً عسكرياً واسعاً ومساندة جوية من طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، فيما يواصل مقاتلو "تنظيم الدولة" تصديهم للهجوم واستهداف القوات المهاجمة بقذائف الهاون.

وإلى جانب القذائف والألغام يستخدم مقاتلو "تنظيم الدولة" الطائرات المسيرة لإلقاء القنابل وإعاقة تقدم الميليشيات الكردية، وهي طريقة في القتال بدأ التنظيم يستخدمها مؤخراً بكثرة في العراق وسوريا.

وستكون الخطوة المقبلة للميليشيات الكردية بعد السيطرة على حي المشلب، التقدم نحو حي الصناعة المجاور، وحالياً تبعد عنه نحو 400 متر فقط، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

خنادق وأنفاق

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المرصد أن "تنظيم الدولة" أفرغ حي المشلب من السكان" ليتيح أمام مقاتليه حفر خنادق وأنفاق داخله"، فيما وتدور اشتباكات عنيفة أيضاً على الأطراف الغربية للمدينة، وبحسب المرصد فإن "قوات الخاصة أميركية تشارك بشكل فعلي" في المعارك على جبهات عدة.

ويدعم التحالف الدولي قوات "سوريا الديموقراطية" التي تنضوي تحتها الميليشيات الشيعية بالغارات الجوية أو التسليح أو المستشارين العسكريين على الأرض.

ويوجد نحو 500 عسكري أمريكي، بينهم عناصر من القوات الخاصة الأمريكية، في شمال سوريا يشكلون دعماً لا سيما كمستشارين عسكريين لمعركة الرقة.

وبدأت ميليشيا قوات "سوريا الديموقراطية" في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر الماضي حملة "غضب الفرات" لطرد "تنظيم الدولة" من الرقة. وتمكنت منذ ذلك الحين من السيطرة على مناطق واسعة في محافظة الرقة وقطعت طرق الإمداد الرئيسية لمقاتلي التنظيم إلى المدينة من الجهات الشمالية والشرقية والغربية.

أوضاع صعبة 

ويتدهور الوضع الإنساني لعشرات آلاف المدنيين المحاصرين في الرقة، وفي هذا السياق قال ناشط من حملة "الرقة تذبح بصمت" والتي تنشط سراً في المدينة منذ 2014 وتوثق انتهاكات وممارسات التنظيم، إن "الظروف الإنسانية صعبة جداً خاصة مع انقطاع المياه والكهرباء والقصف الجوي العنيف".

وعبرت لجنة الإنقاذ الدولية في بيان أصدرته في بداية الإسبوع الحالي عن "قلق شديد على سلامة المدنيين في الرقة"، مشيرة إلى تراجع في أعداد الفارين منها، "ما قد يشير إلى أن تنظيم الدولة الاسلامية ينوي استخدام (...) الذين لا يزالون عالقين في المدينة كدروع بشرية"، حسب قولها.

ويثير تقدم الميليشيات الكردية في اتجاه الرقة قلق أنقرة التي كانت ترغب بالمشاركة في طرد التنظيم من المدينة، وتعتبر أنقرة وحدات "حماية الشعب" الكردية، العمود الفقري لقوات "سوريا الديموقراطية"، "مجموعات إرهابية".

ويشار إلى أنه بالموازاة مع التحركات العسكرية للميليشيات الكردية، دخلت قوات نظام الأسد يوم الثلاثاء الماضي على جبهة الرقة، عبر تخطي الحدود الإدارية للمحافظة من الجهة الغربية.




المصدر