إيطاليا تعلق سياسة السواحل المفتوحة


جيرون

تعرض فندقٌ مُعدٌّ لاستقبال لاجئين، في بلدة فوبرانو (محافظة بريشا) الإيطالية، لهجوم بالزجاجات الحارقة، وتعتقد الشرطة الإيطالية أن جهات يمينية متطرفة تقف وراء الهجوم بغرض “الترهيب”.

وذكرت مصادر في الشرطة الإيطالية أن زجاجتَي مولوتوف أُلقيتا على الفندق، أمس الأحد، “بغرض الترهيب ومنع مالكه من توقيع اتفاق مع السلطات المحلية، لاستقبال طالبي اللجوء”، وتمت السيطرة على النيران، دون أن يصاب أحد بأذى. بحسب (الأناضول).

وكانت الحكومة الإيطالية قد أعلنت عن وقف استقبالها للاجئين، وأبلغت عمدةُ روما فيرجينيا راجي، في حزيران/ يونيو الماضي، وزارةَ الداخلية الإيطالية أن بلدية العاصمة ستوقف “استقبال المزيد من اللاجئين”.

وطالبت إيطاليا، الأسبوع الماضي، الاتحادَ الأوروبي، بتحمل المسؤولية معها حيال المهاجرين، حيث سلّم سفيرها لدى الاتحاد رسالةً إلى (المفوض الأوروبي لشؤون الهجرة) تتعلق بملف “المهاجرين غير الشرعيين”، القادمين عبر البحر. ووصفت الرسالة الوضعَ الذي تواجهه إيطاليا، بأنه “شديد الوطأة”، وأن أوروبا “لا يمكنها الاستمرار في اللامبالاة”، وأضافت أنه “من غير المقبول أن تتوجه جميع السفن التي تقوم بعمليات الإنقاذ، في وسط البحر المتوسط، إلى الموانئ الإيطالية”. وهددت الحكومة الإيطالية في رسالتها، بأنها قد تمنع كافة السفن التي لا تحمل علَمها من الرسو في موانئها “في حال كانت تقلّ على متنها مهاجرين غير شرعيين، أُنقذوا في البحر المتوسط”.

وكانت عدة مدن ومناطق إيطالية قد شهدت، خلال العام الماضي، تظاهراتٍ واحتجاجاتٍ ترفض استقبال وتوطين اللاجئين، منها العاصمة روما، ومدينة غورينو، حيث قطع بعض الأهالي الطرقَ العامة بوجه حافلات اللاجئين.

إحصاءات وزارة الداخلية الإيطالية تفيد بوصول 71978 مهاجرًا غير شرعي، إلى سواحل البلاد منذ 1 كانون الثاني/ يناير، وحتى 22 حزيران/ يونيو الماضي، أي بزيادة قدرها 27.66 بالمئة عن الفترة نفسها من 2016 التي أحصت عدد المهاجرين غير الشرعيين، خلالها بنحو 56382 شخصًا.

يذكر أن منظمة الهجرة العالمية أعلنت، يوم الجمعة 30 حزيران/ يونيو الماضي، عن فقدان نحو 60 مهاجرًا غير شرعي، غرق مركبهم المطاطي في البحر المتوسط، بينما نجا نحو 80 شخصًا. وتعلن المنظمة العالمية، بشكل مستمر، عن فقدان مهاجرين في عرض البحر المتوسط، وأن قوارب الهجرة تنطلق، غالبًا، من سواحل ليبيا، وأن النسبة الأعلى للمهاجرين هي من دول القارة الأفريقية ذاتها.

من جهة ثانية، تشير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إلى أن 9 من أصل 10 أطفال، كانوا قد عبروا البحر الأبيض المتوسط في 2016، “غير مصحوبين بذويهم”، ويُقدّر عددهم بنحو 25846 طفلًا. وقد لقي 4579 مهاجرًا غير شرعي حتفَهم غرقًا، خلال العام 2016 وحده، في محاولتهم العبور من السواحل الليبية إلى سواحل إيطاليا، بينهم “أكثر من 700 طفل”.

يذكر أن القوانين الإيطالية تنص على أن كل طفل يصلُ إلى إيطاليا، عمره أقل من “18 عامًا”، يصبح مشمولًا “بحماية الدولة الإيطالية ومؤسساتها”.

يشكو الإيطاليون من زيادة نسبة البطالة، بسبب المهاجرين الذين يدخلون سوق العمل بطريقة غير شرعية، ومنهم الأطفال، وتعاني إيطاليا من أزمة اقتصادية منذ أعوام، وشهد مطلع العام إعلان إفلاس بعض البنوك.

أزمة المهاجرين غير الشرعيين مرشحةٌ للتفاقم، طالما بقيت منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا تعاني من عدم الاستقرار، تحت وطأة أنظمة لا تشغلها خطط التنمية، بل قتل واضطهاد وتدمير مواطنيها، مع صمت أو ربما تواطؤٍ دولي، كما يجري في سورية.




المصدر