طهران تربط بغداد باتفاقية هيمنة جديدة


جيرون

وقّع وزيرا الدفاع: العراقي عرفان الحيالي، والإيراني حسين دهقان، في العاصمة طهران يوم أمس الأحد، “اتفاقًا ثنائيًا لزيادة التعاون العسكري بين البلدين”؛ الأمر الذي يعدّه مراقبون تكريسًا للنفوذ الإيراني في البلد الذي أنهكته عقود من الصراعات.

يشمل الاتفاق “تطوير التعاون، وتبادل الخبرات والتجارب في مكافحة الإرهاب والتطرف، والتنسيق في “أمن الحدود، والدعم التدريبي واللوجستي والتقني والعسكري”. بحسب (رويترز).

وتم تنسيق الاتفاقية ودراستها بين الطرفين مسبقًا، وجاءت بعد الانتهاء من معركة الموصل؛ لتثبيت النفوذ الإيراني، وللتنسيق في معركة تلعفر المتوقعة التي تخشى الحكومة العراقية من أن يشارك فيها (الحشد الشعبي) الذي تدعمه إيران، على حساب الجيش العراقي، لا سيما بعد ارتكاب ميليشيات الحشد مجازر طائفية، قد تسبب لها حرجًا جديدًا، بعد محاولة انفتاحها على الدول العربية، وأيضًا مع التحالف الدولي الذي غطى سابقًا تطهيرها الطائفي، في بعض مناطق العراق.

ووصل الحيالي إلى طهران، يوم السبت الماضي، مع وفد عسكري كبير وصرح بعد وصوله: إن “فتوى المرجع الشيعي العراقي، علي السيستاني، الخاصة بمكافحة الإرهاب، كان لها دور مهم في دعم الجيش”، وهي إشارة منه إلى فتوى تأسيس قوات (الحشد الشعبي) الشيعية، المدعومة من إيران. ووافق البرلمان العراقي، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، على ضمها إلى الجيش العراقي.

يشار إلى أن دهقان قال، في حزيران/ يونيو الماضي: إن “العراق بعد عام 2003 أصبح جزءًا من الإمبراطورية الفارسية، ولن يرجع إلى المحيط العربي، ولن يعود دولة عربية مرة أخرى”، وأضاف في كلمته التي لاقت استهجانًا في ذلك الحين: “على العرب الذين يعيشون فيه أن يغادروا إلى صحرائهم القاحلة التي جاؤوا منها، من الموصل حتى حدود البصرة”. وأضاف الوزير الإيراني في الكلمة ذاتها: “لدينا في العراق قوة الحشد الشعبي الشيعي، ستُسكت أي صوت يميل إلى جعل العراق يدور حول ما يسمى بمحيطه العربي”، وتابع: “العراق عاد إلى محيطه الفارسي، وإن أفغانستان واليمن وسورية والبحرين، عمّا قريب، كلها ستعود إلى أحضاننا”.

شهدت العلاقات بين إيران والعراق تطورًا كبيرًا، بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003؛ وأصبحت إيران تتحكم بالقرار السياسي والعسكري والاقتصادي العراقي، وتدير حتى الشؤون الاجتماعية، في أكثر من منطقة ومدينة، بذريعة التواصل الديني وإدارة المزارات والحسينيات، وتقول المعارضة العراقية: إن شوارع العاصمة بغداد والمدن الأخرى تمتلئ بصور كبيرة للخميني والخامنئي وعدد من قادة إيران، فيما تغيب المعالم العربية، بعد أن تم سلب الآثار العراقية وتهديمها بشكل منظم، من قِبل إيران وميليشياتها، للتلاعب بتاريخ البلد.

من جانب آخر، اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في أكثر من مناسبة، أن “إيران تقوم بزعزعة أمن واستقرار المنطقة، من خلال دعمها لمنظمات إرهابية”، وأنها “تدير عمليات إرهابية، من خلال ميليشيات شيعية في اليمن والعراق وسورية”. وذكرت وزارة الدفاع الأميركية أن “إيران تعمل على تأجيج العنف في العراق، من خلال تمويل وتدريب وتسليح فصائل مسلحة”.




المصدر