تيارٌ داخل (داعش) يكفر (البغدادي) ويهدد وحدة التنظيم


editor4

المصدر: رصد

كشفت الاشتباكات بين عناصر تنظيم “داعش” خلال الأسابيع الماضية، في ريف دير الزور الشرقي، عن وجود تيارٍ متشددٍ داخل التنظيم، يهدد وحدته التنظيمية، ويكفّر زعيمه “أبو بكر البغدادي” وقيادته.

وأفادت صحيفة “القدس العربي” بأن هذا التيار الذي يتبنى ما يسمى “التكفير بالسلسلة”، ظهر أتباعه مرات عدة على مدى السنوات العشر الأخيرة، ومنهم من يطلق عليهم (الحازمية)، نسبة لطالب شريعة سعودي اسمه “عمر الحازمي”، المعتقل في بلاده.

وليس كل أتباع التيار الذي يؤمن بهذا المنحى من التكفير داخل التنظيم منتمين حزبياً لـ (الحازمية) بالضرورة، وقد اشتهرت هذه الجماعة بتكفير “البغدادي” نفسه و”الزرقاوي” و”بن لادن”، وقيادة تنظيم “داعش” التي يصفونها بأنها دولة (جهمية)، لأنها “تتوقف عن تكفير عوام المسلمين”، وما يسمى “التكفير بالسلسلة”.

وتمكن هذا التيار، الذي تمتد جذوره في تنظيم “داعش”، من الوصول لمراكز شرعية عليا مؤخراً، فيما يعرف باللجنة المفوضة، الأمر الذي مكنه من إصدار بيان يشرع فيه “التكفير بالسلسلة”، ويستشهد عليه بكلام للزرقاوي عن تكفير كل المسلمين الذين يشاركون بالانتخابات.

وترافق هذا البيان مع سلسلة مقالات نشرت من أطراف إعلامية مؤيدة لهذا التيار، ومن أبرزها مجلة (النبأ)، التي نشرت مقالاً يصف “عطية الليبي” القيادي الجهادي في تنظيم “القاعدة” بـ “إمام ضلالة ورأس فتنة”، وهو نفسه من نعاه التنظيم قبل سنوات.

الأمر الذي أثار موجة انقسامات حادة وانتقادات وردود أفعال داخل التنظيم، بدأت بإصدار بيان شرعي يهاجم بيان اللجنة المفوضة، نسب للشرعي البارز في التنظيم “البنعلي”، قبل مقتله بعام، ومن ثم أعيد تداول تسجيلات صوتية لمناظرات بين شرعيي التيار المؤيد لهذا النهج والمعارضين له.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة مقربة من قيادات تنظيم “داعش” قولها إن “هذه الأزمة أدت لقرار من البغدادي بإقالة مسؤول إحدى اللجان التشريعية”.

وأضافت المصادر: “تم عزل أحد أعضاء اللجنة المفوضة العليا، ويدعى أبو زيد العراقي، كما تم عزل شرعي جزائري آخر قام بالطعن في إحدى المناظرات بعلماء للسنة كالنووي والإمام أبو حنيفة، وصدر تعميم للدواوين الشرعية قبل ثلاثة أسابيع يطالبهم بسحب بعض مقررات العقيدة”.

كذلك شن جهاز “الأمن” في التنظيم حملة لبعض المشكوك بموالاتهم لهذا التيار، الذي يضم في صفوفه نسبة كبيرة من التونسيين والأوزبك.

وأغلب الظن أن هذه الأزمة من الأسباب التي أدت أيضاً لقرار البغدادي بإلغاء “مفوضية الشام” ودمجها بمفوضية العراق.

وليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها التنظيم لنزاع داخلي، ففي عام 2007 حصل اقتتال داخلي دام في سجن “بوكا” بين عناصر التنظيم، بسبب الخلاف نفسه حول قضية “التكفير بالسلسلة”، وكاد أن يصل لسجن “كروبر” في بغداد.

وفي العام نفسه تكرر الاقتتال في ديالى في العراق، بما يعرف بـ “فتنة الحجري”، وتمكن مسؤول التنظيم آنذاك “أبو عمر البغدادي” من الإجهاز على هذه الجماعة المنشقة، وعادت جماعات تتبنى مقولات الحازمي السعودي للظهور في سوريا عامي 2013 و2014، وصولاً للعام الماضي، تضم عدداً من المقاتلين المهاجرين، منهم الجزائري المكنى بـ “أبي معاذ العاصمي”، وانشقت عن التنظيم، وأصدرت تسجيلات صوتية وبيانات بتكفير “أبو بكر البغدادي”، وتمت تصفيتهم عسكرياً.




المصدر