تطورات عرسال تُلقي بسوادها على اللاجئين السوريين


جيرون

تراجعت الأوضاع المعيشية والأمنية للنازحين على الجانب السوري من الحدود اللبنانية، بعد الهجمات الأخيرة لميليشيا (حزب الله)، ضد (هيئة تحرير الشام)، في محيط بلدة عرسال اللبنانية، وقد انتهت بخروج عناصر الأخيرة مع عائلاتهم إلى محافظة إدلب شمال غرب سورية؛ ويعيش السوريون في الأصل، في تلك المناطق في عوزٍ وافتقار شديد لأدنى حقوقهم المدنية.

حول مَن تبقى من اللاجئين على الحدود اللبنانية السورية، قالت بيان القلمونية، عضو مجلس محافظة ريف دمشق، لـ (جيرون): “بقي في منطقة المحاميد، جهة القلمون الغربي، نحو 200 عائلة، هؤلاء يعانون ظروفًا مأسوية قبل اندلاع المواجهات، ومع بدء المعركة الأخيرة في جرود عرسال، في 21 تموز/ يوليو، بين ميليشيا (حزب الله) و(تحرير الشام)، أُطبق الحصار عليهم أمنيًا، طبيًا، وغذائيًا، وأثارت الاشتباكات القريبة منهم أزماتٍ نفسية ونوبات رعب وهلع، خاصة عند الأطفال، وصرحت ميليشيا الحزب أخيرًا أنها لن تسمح ببقائهم في منطقة القلمون الغربي، وسيتم إخراجهم إلى مخيمات عرسال وفقًا لطلبهم”.

الظروف الإنسانية على الطرف الآخر من عرسال اللبنانية ليست مواتية، فقبل هذه الأحداث كان اللاجئون السوريون في مخيمات عرسال يعيشون أوضاعًا غاية في الصعوبة، ولا تصلهم المساعدات الدولية والأممية إلا بحدودها الدنيا. في هذا الشأن قالت القلمونية: “يحتاج اللاجئ السوري في عرسال إلى دفع أجرة الأرض لخيمته، ومبلغ مالي آخر لزوم الصرف الصحي، والطعام المتاح قليل جدًا ومحدود، إذ يعتمد معظم الأهالي على مادة البرغل غذاءً رئيسًا، والمياه والكهرباء غير متوفرة، أما التعليم فالمدارس السورية غير مدعومة، كما توقفت مؤخًرًا عدة مستشفيات عن العمل بسبب انقطاع الدعم عنها، منها عيادات نسائية وأطفال لتوقف دعم المنظمات اللبنانية. والمنظمات السورية غير قادرة على تحصيل الدعم، لأن المنطقة تعدّ جغرافيًا تابعة للبنان”.

وأشارت إلى أن “وصول دفعات جديدة من السوريين إلى هذه المخيمات سيزيد من أعبائها، فضلًا عن تشديدات أمنية معقدة قد تطال الموجودين حاليًا، بسبب الوافدين الجدد المشتبه بهم من قِبل الجهات اللبنانية”.

يُقدّر عدد سكان عرسال، بحسب الأرقام الرسمية، 35 ألف نسمة، واستضافت البلدة منذ 2011 نحو 40 ألف لاجئ سوري، يقيمون في تجمعات عشوائية مع غياب تنظيم الحكومة اللبنانية لأوضاعهم، وعدم اعترافها بهم كلاجئين، ويعيش أغلبهم تحت خط الفقر، ويحاولون إيجاد عمل في قطاعات البناء والزراعة وغيرهما، لكن الوضع صعب جدًا بالنسبة لهم، إذ إن 90 بالمئة من اللاجئين غير قادرين على تلبية احتياجاتهم، وفاقم معاناتهم توقف مساعدات الأمم المتحدة مؤخرًا عن نحو 1500 عائلة، بذريعة أنهم قادرون على تأمين حاجياتهم بمفردهم.

تشير تطورات الأحداث الأخيرة داخل عرسال وفي جرودها إلى وضع النازحين أمام خيارين: إما تهجيرهم إلى محافظة إدلب، حيث تسيطر (تحرير الشام) على المحافظة، وقد أبدى كثيرون رفضهم الذهاب إلى هناك. وإما عودتهم إلى مناطق سوريّة، تسيطر عليها قوات النظام وميليشيات حليفة لها. هما خياران، يقول الأهالي إن أحلاهما مرّ.




المصدر