الموارد الثقافية المرتبطة بالقمح


جيرون

أنجزت الباحثة رشا صلاح بحثًا بعنوان (الموارد الثقافية المرتبطة بالقمح. محافظة السويداء نموذجًا)، ضمن إطار الدورة الرابعة من برنامج أبحاث: لتعميق ثقافة المعرفة.

يهدف هذا البحث إلى تسليط الضوء على رمزية القمح بالنسبة إلى أهالي السويداء، من خلال تحديد الموارد الثقافية المتعلقة به، تصنيفها ووصف الحالة الاجتماعية والطقوس التي ترافق كل ما يتعلق بزراعته وحصاده وطرق تخزينه وأنوع الأطعمة التي تصنع منه. لا تعنى هذه الدراسة بالقمح كمورد اقتصادي أو غذائي، بقدر اعتنائها به كمورد ثقافي يساهم في تشكيل ثقافة المنطقة ويؤثر على شكل الحياة فيها. من هنا جاء الدافع الذاتي للباحثة رشا صلاح، في اختيارها لمضمون البحث قائلة:

“في البداية كنت أنوي إنجاز بحث عن العادات والتقاليد المشتركة بين السويداء ودرعا، من أجل أن يستخدم في السلم الأهلي في المستقبل، من أجل تخفيف حدة التوتر بين المنطقتين، ثم اختصرت بحثي إلى الموارد الثقافية المتعلقة بالقمح في السويداء، من أجل التعريف بالمنطقة وعاداتها، من خلال منتج رئيس وهو القمح، وليكون بداية لوضع خارطة ثقافية بالمنطقة، يمكن أن تساهم في المستقبل بتنمية المنطقة”.

عن صعوبات إنجاز البحث التي واجهتها، تركز رشا على نقطتين، تتمثل النقطة الأولى كما تقول: “في صعوبة الحصول على المعلومات والبحث عنها عن قرب، لأنني لا أستطيع الدخول إلى سورية، وهنا لجأت إلى حلول بديلة معتمدة على أشخاص يقومون بجمع المعلومة بدلًا مني، في الداخل السوري. أما النقطة الثانية فتمثلت في زمن إنجاز البحث، وهو ما تم تجاوزه عبر منحي مدة زمنية إضافية، للتأكد من إنجاز البحث على النحو الأفضل”.

يعدّ القمح موردًا ثقافيًا واجتماعيًا رئيسيًا في محافظة السويداء، إضافة إلى كونه موردًا اقتصاديًا. هذا ما تحرص رشا على ذكره كنتيجة لبحثها قائلة: “إن ما تم رصده في هذا البحث من موارد ثقافية مادية ولا مادية منوعة، هو دليل وبرهان على ذلك. وكذلك للقمح قيمة كبيرة بالنسبة إلى أهالي السويداء، فهو رمزٌ للنعمة والخير”.

ترى رشا أن هذا البحث هو نقطة بداية للعمل على توسيع دراسة مكونات البحث مستقبلًا، أو متابعة العمل على الموارد الثقافية المرتبطة بمنتجات أخرى، كالعنب أو التفاح من أجل الوصول إلى صورة أشمل عن ثقافة المنطقة. تختم رشا قائلة: “إن محاولة جمع الموارد الثقافية المتعلقة بالقمح هي جزء من مشروع مستقبلي، لوضع خارطة ثقافية للمنطقة، كمحاولة لجمع المكونات الثقافية للمجتمع، بخاصة في زمن الحرب؛ لأن الحفاظ على التراث الثقافي مسؤولية كل مواطن، ويعد إغناء للتراث الإنساني”.

رشا صلاح

من مواليد 1985. درست اللغة الإسبانية في جامعة هافانا في كوبا، وتخرجت عام 2011، كما تخرجت في كلية الإعلام، في جامعة دمشق عام 2014. عملت مدرسة للغة الإسبانية في المعهد العالي للغات وأقسام مختلفة بجامعة دمشق. كما عملت في مجال الإعلام وكتابة مقالات لمواقع إلكترونية تهتم بالشأن السوري. وعملت أيضًا في مجال الإغاثة والدعم النفسي الاجتماعي للعائلات المتضررة بسبب الحرب. وساهمت بعدة مشاريع مدنية في سورية قبل انتقالها إلى بيروت، حيث تعيش الآن وتعمل في مجال الدعم النفسي والإغاثة.




المصدر