حرب الهجاء بين دول الحصار…”شعراء” بن زايد يتحضّرون للرد على بن فهد


muhammed bitar

واصل الأمير عبدالعزيز بن فهد، نجل الملك السعودي الراحل فهد بن عبدالعزيز، هجومه المستمر على ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، والسياسات الإماراتية في المنطقة، واصفاً إياه بالغدر وقتل المسلمين والسعي لهدم الدين والفساد، ليشعل سجالاً جديداً بين المغردين السعوديين، الرافضين لسياسات الإمارات والمؤيدين لها، كما أشعل فتيل “حرب شعرية هجائيّة” بين الطرفين، بحسب ما علمت “العربي الجديد”. وصف عبدالعزيز بن فهد، في معرض رده، الأربعاء، على وسم أنشأته الخلايا الإلكترونية الإماراتية تحت عنوان “#شيخ_الفخر_محمد_بن_زايد”، محمد بن زايد بالغادر، مستشهداً بآيات قرآنية وأحاديث نبوية، حيث قال: “قال الله تعالى: ومن يهن الله فما له من مكرم، وقال وأملي لهم إن كيدي متين، وقال رسول الله لكل غادر لواء يوم القيامة، أو كما قال”.

وأضاف: “سنقطع يد كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار شعب الإمارات”، وأضاف: “مثل ما قلت في آخر الصورة، ممتاز أقعد في بلادك وأشكر الله إذا فعلتها كلنا نجيك ونحب خشمك، لكن أنت منتشر من السند للمغرب تقتل المسلمين، طيب مالي (في إشارة لمشاركة الإمارات في قوات مكافحة الإرهاب في مالي عام 2013) تقتلهم ليه”.
وقال أيضاً: “دحلان والجفري وآخرون لن ينفعوك إذا قال الديان وقفوهم إنهم مسؤولون هنا الرعب الأكبر وأقول كلنا خطاء ولكن لا تظلم الغير وأكبر تخون الله ورسوله فكر”.

وتعدّ هذه المرة الثالثة التي يهاجم فيها عبدالعزيز بن فهد، محمد بن زايد، بشكل صريح جداً، بعد أن هاجمه على خلفية تصريحات سفير الإمارات في الولايات المتحدة الأميركية، يوسف العتيبة، والتي قال فيها إنّ السعودية والإمارات تسعيان للعلمانية. كما وصف عبدالعزيز بن فهد، بن زايد في وقت سابق “بالسرسري”، وهي شتيمة في اللهجة الخليجية تدل على الصعلكة والفسق والفجور.

هاجم أعضاء آخرون من الأسرة الحاكمة وعلى رأسهم الأميرة فهدة بنت سعود (ابنة العاهل السعودي الراحل سعود بن عبدالعزيز)، تصريحات العتيبة، وقالت: “المؤامرة ضد وطننا وسيادتنا وديننا كبيرة وأصبحت واضحة المعالم، ومن يقودها كشر عن أنيابه. ولكن قيادتنا وشعبنا له بالمرصاد (في إشارة للإمارات)”.

فقد أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي المتنفس الوحيد لأعضاء الأسرة الحاكمة السعوديين الغاضبين مما وصفوه باختطاف القرار السعودي من قبل الإمارات، وتحديداً من قبل ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، في ظل سيطرة محمد بن سلمان على القرارات في الإعلام الرسمي.

وسبق لعدد من الأمراء، من بينهم شقيق الملك الحالي الأمير طلال بن عبدالعزيز، استخدام منصات التواصل الاجتماعي لتوجيه انتقادات علنية، حيث غرّد الأمير في عام 2015 بعد أن تم تجاوز آرائه في “هيئة البيعة”، وعدم منحه منصب ولاية العهد أو أي وزارة أخرى. كما انتقد الأمير خالد بن طلال المستشار السابق في الديوان الملكي خالد التويجري، الذي كان بمثابة مفتاح الدولة السري آنذاك، واصفاً إياه بالفساد. كما انتقد الأمير سعود سيف النصر عدداً من المسؤولين والأمراء الكبار أيضاً. هذا بينما يرجح البعض أن يكون حساب “مجتهد” المعارض الشهير في تويتر يقف خلفه عدد من أبناء الأسرة السعودية الحاكمة.

وفي سياق متّصل، علمت “العربي الجديد” أن زوجة ولي عهد أبوظبي، سلامة بنت حمدان، أوعزت لعدد من الشعراء بشن حرب “شعرية” وإعلامية ضد عبدالعزيز بن فهد، بعد أن رفض الأخير الاستجابة لطلبات التهدئة. وتعدّ سلامة بنت حمدان “المسؤولة عن تجنيد الشعراء”، من خلال برنامج “شاعر المليون” وهي جائزة تقام تحت رعاية محمد بن زايد سنوياً، وتمكّنت عبرها من تجنيد 150 شاعراً شعبياً تقريباً ودفع مبالغ سنوية لهم بغرض استخدامهم للتطبيل لبن زايد.

وعلى الفور، استجاب الشاعر الكويتي الفائز بجائزة شاعر المليون، راجح نواف الحميداني، وهجا بن فهد بأبيات قال فيها: “ما أطيب أبوك وما أطيب جدك، هما في عيوني مثل الجبل، لكنك أيها الملياردير الصغير حفيد الملوك، خبل خبل خبل خبل (مجنون)”.

ومن المنتظر أن ينخرط شعراء آخرون من السعودية والإمارات والكويت والأردن في هذه الحرب الهجائية الشعريّة، والتي أشعلتها زوجة ولي عهد أبوظبي. إذ لعبدالعزيز بن فهد، الذي يقيم في نيويورك منذ مدة، عدداً من الشعراء الموالين له والمقيمين معه أيضاً.




المصدر