عماد برق: نظام الأسد يطرد المعلمين ويقول “استقالوا”


آلاء عوض

نفى وزير التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة عماد برق ما نشرته صحيفة (الوطن) الموالية مؤخرًا، حول “استقالة نحو 70 ألف معلم، خلال الأزمة من أصل 420 ألفًا”، وقال لـ (جيرون): “تشير هذه التصريحات إلى محاولة التفاف وزارة التربية وأجهزتها، على انتهاكات النظام السوري بحقّ المعلمين، إذ لم يتقدّم أيّ معلم بطلب استقالة، وإنما فصلتهم الوزارة عنوةً، ولو أن العملية هي طلبات استقالة، فلتكشف التربية عنها وتُظهرها للعلن”.

وكانت صحيفة (الوطن) التي يملكها رامي مخلوف، نشرت يوم الإثنين الفائت، نقلًا عن نقيب المعلمين في سورية، نايف طالب الحريري، أن “عددًا كبيرًا من المعلمين استقالوا نتيجة الظروف التي مروا بها، كما دفعت الظروف المعاشية الصعبة قسمًا منهم إلى الهجرة خارج البلاد، علمًا أن وزارة التربية هي المسؤول عن قبول ورفض الاستقالة، وعدد المعلمين القائمين على رأس عملهم حاليًا يبلغ نحو 350 ألف معلم”.

في هذا الجانب، أوضح برق: “تأتي تصريحات النقيب لتغطية قرارات الفصل المُجحفة التي تتّخذها الوزارة بحق المعلمين، بسبب مواقفهم السياسية، وإيحاءً للمنظمات الدولية الداعمة بأن مسار العملية التعليمية جيد، وأن المعلمين هم منْ يتقدمون باستقالاتهم”، مؤكدًا أن الرقمين المُصرّح عنهما: “70 ألف معلم مستقيل، و350 ألفًا ما زالوا على رأس عملهم غير دقيق، ومبالغ به، إذ يزيد عدد المعلمين خارج السلك التعليمي داخل سورية عن 110 ألف معلم، وهؤلاء معظمهم تعرضوا لمضايقات أمنية، انتهت باعتقالهم أو فصلهم، فضلًا عن المعلمين خارج سورية والذين يبلغ عددهم في تركيا فقط 23 ألف معلم”.

تعاني العملية التعليمية، في المناطق التابعة للنظام في سورية، من ضعفٍ شديد على الصعيدين اللوجستي والمؤهل العملي، فمنذ اندلاع الثورة لم تتمكن وزارة التربية من إجراء مسابقة تعيين المعلمين الروتينية السنوية، والتي يتم بموجبها استيفاء الشواغر المطلوبة، بسبب عدم قدرتها على تحمل تكاليف المسابقة أولًا، وتسرب الكفايات التعليمية ثانيًا، وفي هذا الصدد، قال برق: “يوجد تسرّب دائم من السلك التعليمي في مناطق النظام، فكلّ معلم مهددٌ بالمضايقة والاعتقال. علاوةً على عجز النظام عن تعيين معلمين جدد، بسبب عدم قدرته على دفع رواتبهم الشهرية”.

وأضاف: “النظام أفلس تعليميًا على مستوى الأُطُر، ويتوافد كثير من المعلمين من مناطق النظام إلى مناطق المعارضة، بسبب خوفهم من الاعتقال أو التجنيد الإجباري، يبحثونَ عن فرص عمل، ويتعامل معهم القائمون على التعليم في المناطق المحررة بموضوعية، من منطلق تحييد الملف التعليمي عن السياسي والعسكري، وتعزيز شفافيته واستقلاله”، مؤكدًا أن “النظام يسحب خريجي التربية الجدد إلى الخدمة الإلزامية، والمعلمين القدامى إلى خدمة الاحتياط، دون مراعاة خبراتهم وسنهم”.

يعيش المعلمون في مناطق النظام أوضاعًا نفسية ومعيشية غاية في الصعوبة، ولا يتناسب دخلهم مع تكاليف المعيشة المرتفعة، فضلًا عن مخاوفهم الدائمة من غدر النظام بهم.

تعاني العملية التعليمية في المناطق ذاتها من تدهورٌ وانحلال تربوي وتعليمي، وفيديو محافظ حماة، محمد حزوري، وهو يجمع الهواتف النقالة من قاعة امتحانات لطلاب الشهادة الإعدادية، أحد الشواهد، وفي هذا السياق، أوضح برق: “تفتقد العملية التعليمية داخل مناطق النظام كلّ الضوابط والنُظُم النزيهة، ويؤثر ضغط (التشبيح) على سير الامتحانات، ونحاول -كهيئات تربوية وتعليمية معارضة- لفت نظر المنظمات الدولية إلى هذا الجانب، كي تضع شروطًا للاعتراف، على الشهادات الممنوحة من قبل هذه الهيئات التي فقدت صدقيتها وأخلّت بالمعايير”.




المصدر