أهوالها لم تغب عن مخيلتهم.. سوريون: 4 سنوات على مجزرة الكيماوي في الغوطة والمجرم دون عقاب



السورية نت - شادي السيد

أربع سنوات مضت على مجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية والتي قتل فيها نظام بشار الأسد أكثر من ألف شهيد ومئات المصابين، لا زالت أهوالها محفورة في نفوس من عاشوها وسمعوا عنها على اختلاف الخريطة السورية.

"أربع سنوات مضت، والمجرم حر طليق دون عقاب" يقول بشار الباشا مدرس اللغة العربية في ريف إدلب لـ"السورية نت" ويتسائل كيف لبشار الأسد أن يبقى دون محاسبة وهو من ارتكب أفظع مجزرة  بالعصر الحديث؟" مضيفا أن الزمن ليس بكفيل أن ينسي السوريين أهوال ما تعرضوا له على يد نظام الأسد ولن يغفروا للعالم صمتهم عن مجازره".

و تعرضت مناطق سيطرة المعارضة في الغوطة  في 21 أغسطس/آب 2013، لهجوم بالأسلحة الكيميائية، وغاز الأعصاب، راح ضحيته أكثر من 1400 مدني، جلهم من النساء والأطفال، بحسب منظمات حقوقية محلية ودولية.

 الناشط والشاعر السوري محمود الطويل، وأحد شهود العيان على المجزرة تحدث لـ"السورية نت" عن الأهوال التي عاشها في تلك اللحظات " كنت في زملكا حين تعرضت البلدة لقصف بقنابل السارين.. آلاف المصابين بتشنج العضلات.. أطفال ونساء كثر.. الكلُّ ينتفضون، يتساقط الناس كأوراق الشجر، هناك نيام لم يستيقظوا .. ماتوا هادئين، وبعضهم استيقظوا ولم يستطيعوا الخروج .. ماتوا محاولين".

ويضيف الطويل " أن الجثث المختنقة هي عنوان للمدينة، فالموتى في كل مكان.. بالطرقات وعلى أبواب المنازل حتى من حاول يومها إنقاذ المصابين أصيب هو أيضا".

ويشير الطويل أنه "في زملكا لم يكن سوى نقطتين طبيتين إحداهما تعرضت للقصف أيضاً، من بقيَ حياً كان عليه أن يصعد إلى الطوابق العلويّة، ولكن القذائف بدأت تنهال على الطوابق العلوية للأبنية وتليها الرشاشات الثقيلة وراجمات الصواريخ .. إنه حكم بالإعدام الجماعي".

سوريون كثر عبروا بدورهم اليوم عن خيبة أملهم من المجتمع الدولي وبقاء الجاني والمسؤول الوحيد عن مجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية دون عقاب:

يذكر أنه وبينما انشغل العالم بإجبار الأسد على تسليم سلاحه الكيمياوي بعد هذه الحادثة الفظيعة، حاولوا طمس الجريمة عن طريق التشكيك بفاعلها، حيث ادعت روسيا أن المعارضة السورية هي من قامت بالقصف.

ورغم أن منظمة "هيومن رايتس ووتش" أصدرت تقريراً بعد 20 يوماً على حدوث الهجوم قالت فيه إن لديها أدلة تشير بقوة إلى أن هجوماً بغاز سام على مقاتلين من المعارضة السورية نفذته قوات حكومة النظام وأنها توصلت إلى تلك النتيجة بعد تحليل روايات شهود ومعلومات عن المصدر المرجح للهجمات وبقايا للأسلحة التي استخدمت وسجلات طبية للضحايا.

لكن هذا الوقت لم يحن بعد على ما يبدو، فمازال نظام الأسد يقوم بارتكاب الجرائم بحق المدنيين دون أن يحرك المجتمع الدولي أو العربي ساكناً، حيث لم يمر أشهر على ارتكابه مجزرة مماثلة في مدينة خان شيخون بريف إدلب راح ضحيتها أكثر من 100 مدني.

اقرأ أيضا: غارات من السماء وحصار على الأرض.. ظروف مأساوية يواجهها 15000 مدني في عقيربات بريف حماة




المصدر