on
العفو الدولية: أهالي الرقة في “تيه قاتل”
جيرون
أكدت (منظمة العفو الدولية) أنّ المدنيين المحاصرين، في مدينة الرقة شمال سورية، عالقون في “تيه قاتل، بسبب اشتداد المعارك بين (قوات سورية الديمقراطية) المدعومة من التحالف، وتنظيم (داعش)”.
طالبت المنظمة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الخميس، كلَّ الأطراف بضرورة “اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية الفعالة، للحد من إلحاق الأذى بالمدنيين، بما في ذلك الكف عن استخدام الأسلحة المتفجرة التي تترك أثرًا كبيرًا في المناطق المأهولة بالسكان، إلى جانب وقف الهجمات غير المتناسبة ودون تمييز”.
أوضحت المنظمة أنها وثّقت، من خلال التحقيقات التي أجرتها، “كيف قُتل مئات المدنيين وجرحوا منذ بدء الهجوم، في حزيران/ يونيو الماضي، لاستعادة السيطرة على (عاصمة) الجماعة المسلحة التي تطلق على نفسها اسم (الدولة الإسلامية)”، ونقلت عن شهود عيان قولهم: “إن أي شخص يحاول الهروب يواجه في طريقه الشراك الملغمة والقناصين التابعين لـ (داعش)”، بالإضافة إلى “قصف مدفعي من (قوات سورية الديموقراطية)، وغارات طيران (التحالف الدولي)”.
أكد شهود عيان ناجون من الرقة أن قوات نظام الأسد المدعومة من روسيا “قصفت المدنيين أيضًا في القرى والمخيمات الواقعة جنوب النهر، بما في ذلك بالقذائف العنقودية المحرمة دوليًا”، ولفتوا إلى الحاجة الماسة إلى أن تعمل كافة الأطراف على “حماية المدنيين من الأعمال العدائية”، وفتح “طرق آمنة لهم للابتعاد عن خط الجبهة”.
لفتت الأمم المتحدة إلى أنه لا توجد أرقام دقيقة لعدد المدنيين المحاصرين داخل المدينة، ووفق تقديراتها، فإن عددهم يراوح بين 10 -50 ألف مدني، ورجحت أنهم “ممنوعون من مغادرة المدينة القديمة والمناطق الأخرى التي يسيطر عليها (تنظيم الدولة)، الذي يتخذ منهم دروعًا بشرية”.
وصف التقرير القصف على بعض المناطق بأنه “جحيم، يلاحق الأهالي من مكان إلى مكان”، وهم يفرّون للنجاة بأرواحهم، كما أبلغ ناجون المنظمةَ أن “قوات التحالف دأبت على استهداف القوارب التي تعبر نهر الفرات، وهي إحدى الطرق القليلة المتاحة لنجاة المدنيين الذين يحاولون الفرار من المدينة”، ونقلت عن القائد العسكري للتحالف، الجنرال الأميركي ستيفن جيه تاونسند، تصريحه لصحيفة (نيويوك تايمز): “نطلق النار على كل قارب نجده أمامنا”.
علقت دوناتيلا روفيرا، كبيرة المستشارين في المنظمة، على ذلك قائلة: “كان عبور النهر إحدى الطرق الرئيسية لفرار المدنيين من جحيم الحرب في الرقة؛ ولذلك فإن قصف كلّ قارب -استنادًا إلى الفرضية الخاطئة بأن أي قارب يُشاهد يحمل على ظهره مقاتلين أو أسلحة لتنظيم الدولة- هو قصف عشوائي، تحظره قوانين الحرب”.
ذكر التقرير أن تنظيم (داعش) قد زرع “الألغام الأرضية والفخاخ المتفجرة على طول طرق المغادرة”، وأقام “نقاط تفتيش حول المدينة لتقييد حركة الناس”، وقالت إحدى الناجيات للمنظمة: “لم يكن لدينا طعام، ولا كهرباء، وكانت هناك أعداد كبيرة من أعضاء (الشرطة الدينية)، وكان القناصون يحاصروننا، وإذا ما أصابك عيار ناري من أحد هؤلاء، فليس أمامك سوى أن تموت في بيتك، لأنه لم يكن هناك أطباء”، وأوضحت ناجية أخرى أن عناصر (داعش) قاموا بإجبار الناس على التنقل “داخل الجدران في المدينة القديمة”. ح – ق
المصدر