دير الزور.. تفاهمات روسية أميركية لتقاسم النفوذ شرقًا


جيرون

أكد مسؤول غربي رفيع المستوى، وجود تفاهمات أميركية–روسية، حول شن (قوات سورية الديمقراطية) معركة “عاصفة الجزيرة”، بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، لطرد تنظيم (داعش)، من مناطق دير الزور الواقعة شمال، وشمال شرق نهر الفرات، وتُعرف بمنطقة الجزيرة، بالتزامن مع تقدم قوات النظام، بدعم جوي روسي، للسيطرة على مدينة دير الزور.

ونقلت صحيفة (الشرق الأوسط)، يوم أمس الأحد عن المسؤول قوله إن “الاستعجال في بدء معركة “عاصفة الجزيرة”، وتوفير الدعم العسكري والاستخباراتي لنحو عشرة آلاف مقاتل من (قسد)، وعدم انتظار انتهاء معركة الرقة، كان بسبب التقدم السريع والمفاجئ لقوات النظام باتجاه مدينة دير الزور، في ظل مخاوف من احتمال عبور هذه القوات لنهر الفرات، باتجاه الضفة الثانية، بعد أن لوحظ وجود قوارب وجسور مائية، لدى قوات النظام”.

من جهة أخرى، رحب التحالف الدولي، في بيان له، بإعلان ميليشيا (قسد) بدء معركة “عاصفة الجزيرة” شمال دير الزور، ووصفها بـ “القوات الحليفة التي أثبتت كفاءة في هزيمة تنظيم (داعش)”، وأكد التحالف أن إدارة العمليات ستكون لـ “مجلس دير الزور العسكري” التابع لميليشيات (قسد).

نقل البيان، عن الجنرال بول فانك القائد العام لقوات التحالف، قوله: “إن القتال في وادي الخابور هو محور استراتيجي، للتقدم نحو وادي نهر الفرات الأوسط الذي يُعدّ آخر معاقل (داعش)”.

وأضاف أن “التحالف سيدعم العملية، كجزء من مهمته في تقديم المشورة والمساعدة، وتوفير المعدات والتدريب والدعم اللوجستي والاستخباراتي”، وأن “المنطقة ستُسلّم لممثلين محليين، يشرفون بعد ذلك على الأمن والحكم، كما هو الحال مع الطبقة ومنبج”.

في تعليق على التطورات الأخيرة، والحديث عن وجود تفاهم روسي-أميركي، بخصوص منطقة الجزيرة السورية وتقاسم النفوذ على جانبي خط الفرات، قال الصحفي محمد أمين لـ (جيرون): “الصورة ما زالت غير واضحة، بخصوص تقاسم النفوذ بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية، ولا يوجد تصريحات رسمية من الطرفين تؤكد ذلك، لكن المعطيات على الأرض تشي بوضوح بأن هناك تفاهمًا غير معلن بين الطرفين، بحيث تكون منطقة الجزيرة السورية -وهي تضم محافظة الحسكة، والمناطق الواقعة شمال وشرق نهر الفرات في محافظات دير الزور، والرقة وحلب- تحت النفوذ الأميركي، وتحت سيطرة حلفائهم ميليشيات (قسد)، بينما ستكون مناطق جنوب وشرق نهر الفرات في هذه المحافظات، تحت النفوذ الروسي، وتحت سيطرة حلفائهم قوات النظام السوري، والميليشيات الإيرانية، والعراقية التي تدين بالولاء للنظام الايراني”.

بالنسبة إلى مستقبل الحل السياسي في سورية، في ضوء هذه التفاهمات الدولية، وإمكانية تقسيم سورية، رأى أمين أنه “لا يمكن الجزم الآن بشكل الحل النهائي، أو أن تكون هذه التفاهمات هي بداية لتقسيم سورية، لكن التصريحات الأميركية الحالية تركز تركيزًا أساسيًا على نقطة القضاء على تنظيم (داعش)، ولم يتطرقوا لمستقبل الوجود الأميركي في سورية، وقد تكون هناك صفقات مستقبلية تقرر الشكل النهائي لمستقبل الحل في سورية، لكن ليس قبل الانتهاء من الحرب ضد التنظيم”.

وفيما يتعلق بمشاركة فصائل الجيش الحر المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية في معارك دير الزور، في ظل اعتماد التحالف الدولي على ميليشيات (قسد)، في معارك دير الزور، قال سعد الحاج مدير المكتب الإعلامي لجيش “أسُود الشرقية” لـ (جيرون): “إن الأمور غير واضحة بالنسبة إلينا، في ما يخص مشاركة فصائل الجيش الحر في معارك دير الزور، لكننا نسعى لأمرٍ ما، نرفض الإفصاح عنه في الوقت الراهن، ولا يمكننا الآن الإدلاء بأي تصريح، حول مشاركتنا في معارك دير الزور”.

من جهة أخرى، قال العقيد أحمد حمادي لـ (جيرون): إن “سبب إقصاء فصائل الجيش الحر من معارك دير الزور هو رفضها العمل تحت رايات انفصالية وغير وطنية، كميليشيات (قسد)، لكن قد يكون لها دور، باتجاه منطقة البوكمال شرق دير الزور”. (ف، م)




المصدر