استبدال أقوال الأسد بأوجلان

19 أيلول (سبتمبر - شتنبر)، 2017
6 minutes
[ad_1]

ينتاب الأربعيني “مثقال عاصي الجربا” القلق والخوف، ويخشى أن لا يستطيع إلحاق أولاده الخمسة بالمدرسة الخاصة بمدينة المالكية في أقصى الشمال السوري، فيما يدخل العام الدراسي الجديد أسبوعه الثاني.

واعتاد الجربا المقيم في منطقة الجزيرة على الانتقال مع بداية كل عام دراسي جديد إلى مدينة المالكية، ليتمكن أولاده من مواصلة تعليمهم باللغة العربية، في المدرسة الخاصة التي يشرف عليها “الأرمن والسريان”، بعد أن فرضت “الإدارة الذاتية” على المدارس الحكومية التعليم وفق مناهجها الكردية الخاصة.

لكن وعلى خلاف الأعوام السابقة، لم يستطع الجربا تأمين منزل بالإيجار في المالكية، بعد أن امتنع ملاّك المنازل هناك عن تأجير العرب، بذريعة أن “الكردي أولى بها”.

“لم أوفّق للآن في العثور على منزل للإيجار، وأصحاب المنازل يرفضون بالعموم تأجير الشخص العربي”، يقول الجربا لـ”صدى الشام”، ويتابع “لا أعرف أين سأذهب بأولادي الخمسة، ولا أستطيع إرسالهم إلى المدرسة في القرية حيث أنا، لأنها تدرس المناهج الكردية غير المعترف بها لا على الصعيد المحلي ولا الإقليمي ولا الدولي”.

 

استعصاء

مع بداية العام الدراسي الحالي، فرضت الإدارة الذاتية على المدارس الإعدادية الحكومية في مناطق سيطرتها المناهج الكردية الخاصة بها، لتوسع بهذا الإجراء من نطاق تطبيق مناهجها التي فرضتها في العام الدراسي 2015 على المدارس الابتدائية فقط.

وقُوبل ذلك من قبل بعض أهالي أحياء مدينة الحسكة بالإعلان عن الرفض القاطع، وتنظيم احتجاجات ومظاهرات، قابلتها الإدارة باعتقالات للمشاركين فيها.

وأكد مدير “شبكة الخابور” إبراهيم الحبش، أن المدارس في أحياء الحسكة  الخاضغة لسيطرة الإدارة الذاتية لا تزال مغلقة حتى اليوم، وذلك بعد امتناع الأهالي عن إرسال أبنائهم إليها.

وأشار الحبش في تصريح لـ”صدى الشام” إلى قيام الإدارة الذاتية بتسيير دوريات من قوات الأمن أو ما يسمى بـ”الأسايش” على كل المدارس في المناطق الخاضعة لسيطرتها في مدينة الحسكة وريفها الغربي والجنوبي قبل أيام، لإبلاغ الأهالي بأن المدارس لن تفتح إلا في حال قبول المناهج الكردية.

وأضاف “لكن مع ذلك لن يرسل الأهالي أولادهم إلى هذه المدارس، وبالتالي ستزداد نسبة التسرب المدرسي”، مبيناً أن “الأهالي يرفضون رفضاً قاطعاً هذه المناهج”.

ويرى الحبش أن أساليب الإدارة الترهيبية لن تنجح في دفع الأهالي إلى القبول بالأمر الواقع، موضحاً أن الإدارة  الذاتية تقوم بإيصال تعليماتها هذه للأهالي عن طريق دوريات قوات الأسايش، وليس عن طريق مديرية التعليم التابعة لها.

بدائل قاصرة

يتقاسم النظام ووحدات حماية الشعب (الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي) السيطرة على مركز مدينة الحسكة، وتسيطر الأخيرة على كامل ريف المحافظة.

ويطبق نظام الأسد في المدارس داخل مناطق سيطرته، أو ما يعرف بـ”المربع الأمني”، المنهاج النظامي، لكن تبقى هذه المدارس بأعدادها المحدودة غير قادرة على استيعاب كل الطلاب العرب من أبناء المحافظة وريفها.

وبالإضافة إلى مدارس المربع الأمني، تواصل المدارس الخاصة “المسيحية” في مناطق الإدارة الذاتية تدريس منهاج النظام، الأمر الذي زاد من إقبال الأهالي عليها، إلى الحد الذي جعل من فصولها غير قادرة على استيعاب المزيد من الطلاب العرب.

لكن حتى هذه لم تسلم من قوانين وتضييق الإدارة، لتشترط عليها عدم استقبال الطلاب الجدد الكرد والعرب من أبناء الطوائف غير المسيحية، مقابل السماح للطلاب القدامى مواصلة تعليمهم فيها.

وتتقاضى هذه المدارس رسوماً رمزية من الطلاب، حيث لا يتجاوز قسطها السنوي مبلغ 20 ألف ليرة سورية.

وإزاء كل ما سبق، تغيب البدائل الأخرى أمام الأهالي، مما أدى إلى زيادة نسبة التسرب المدرسي في محافظة تعاني أساساً من انتشار هذه الظاهرة.

خارج المدارس

كان لا بد لهذه الظروف الصعبة أن تدفع بشريحة واسعة من أهالي الحسكة وريفها إلى تفضيل بقاء أبنائهم في البيوت على إرسالهم للمدارس.

وتعليقاً على ذلك يؤكد الناشط السياسي، محمود الماضي، أن غالبية الطلاب العرب هم خارج المدارس، ويوضح لـ”صدى الشام” أن الأهالي اقتنعوا تماماً بعدم جدوى تدريس أبنائهم بهذه المناهج المؤدلجة، التي استبدلت أقوال آل الأسد، بأقوال عبد الله أوجلان.

وأعرب الماضي ،عن أسفه لهذا الواقع الكارثي الذي حل بأبناء محافظة الحسكة، مشيراً إلى رفض غالبية الأكراد لهذه المناهج، “لأنها غير شرعية لا يعترف بها أحد”، على حد قوله.

وأضاف الماضي، أن “مستقبل أبناء الحسكة في مهب الريح، والإدارة الذاتية ماضية في هذه السياسية التعسفية، رغم المناشدات من قبل الأهالي والمنظمات المعنية بهذا الشأن”.

وأنهى حديثه قائلاً، “لا حل أمام أهالي الطلاب إلا الانتظار على أمل أن تتدخل جهة ما في حل هذه المعضلة التي تهدد جيلاً كاملاً بالضياع والغرق في ظلام الجهل”.

[ad_1] [ad_2] [sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]