واشنطن بوست: التطهير العرقي بميانمار وحشي




قالت واشنطن بوست في افتتاحية لها إن التطهير العرقي في آسيا هو أكثر أعمال العنف وحشية في العالم لسنوات، في إشارة إلى أعمال العنف ضد الروهينغا في ميانمار. وأوردت الصحيفة كثيراً من الأرقام والإحصائيات عن عدد القرى التي حُرقت تماماً بولاية أراكان، والتقديرات المختلفة للقتلى واللاجئين.

ووصفت رد الفعل الدولي وكذلك الأميركي على ما يجري في منطقة الروهينغا بأنه ضعيف، مضيفة أن كثيراً من الاهتمام انصب على مستشارة الدولة أونغ سان سو تشي، التي ظلت صامتة تجاه الانتهاكات الفظة لحقوق الإنسان في بلادها، مشيرة إلى عجزها عن السيطرة على الجيش.

وأوضحت أن المطلوب هو ممارسة ضغط مباشر على الجيش، مضيفة أن اللوم والإدانات الدولية الموجهة إلى سو تشي، ربما يجعلها في موضع قوة إذا أرادت استخدام ذلك.

وفي الأمم المتحدة، قالت الصحيفة إن الصين هي التي تحمي ميانمار لأن الانتهاكات ضد الروهينغا لا تزعجها، بل من الممكن أن تجد الترحيب لديها لأن من شأنها أن تخرّب علاقات ميانمار بالغرب.

ونشرت الصحيفة نفسها تقريراً طويلاً عن الانتهاكات الفظة التي نفذها الجيش ضد الروهينغا في الأسابيع الماضية من خلال إيراد شهادات لبعض اللاجئين الذين استطاعوا الوصول إلى بنغلاديش.

ومما قاله أحد هؤلاء إن جنود ميانمار كانوا يطلقون النار على الروهينغا الهاربين. وقال آخر إنه هرب مع أفراد أسرته تاركا والده الثمانيني الذي لا يستطيع السير لوحده ليقتله الجنود، قائلاً إن هروبه دون والده سيظل أكثر اللحظات تعاسة في حياته.

وقالت منظمات حقوق الإنسان إن حجم وأبعاد مأساة الروهينغا الراهنة تحتاج إلى شهور أو سنوات لتتكشّف. ونقلت إحداها عن أحد اللاجئين قوله إنه لا يستطيع إحصاء من ماتوا حتى في قريته الصغيرة وحدها، وكل ما يدركه حالياً أن “الدماء كانت تتدفق في الشوارع”.

وقال آخر إن الجنود كانوا يحرقون المنازل بالصواريخ المحمولة على الكتف. وقال أحد أصحاب القوارب إن الجنود أخذوا قاربه وكانوا يملؤونه بالجثث واحدة بعد الأخرى مثل كتل الخشب بمن فيهم الأطفال البالغون من العمر 13 عاماً ممن يعرفهم جيداً.

وسار كثير من اللاجئين حوالي أسبوع كي يصلوا إلى بنغلاديش وهم يعتمدون على أوراق أشجار المانغو ومياه الجداول، وظل بعضهم يحمل أقاربه الجرحى عبر الوحل والطين، وكثير منهم تورمت رجلاه جراء السير.




المصدر