مقاتلو “داعش” يفضلون “قسد” والنظام



قال فواز المفلح، القيادي في التجمع الوطني لقوى الثورة في الحسكة، لـ (جيرون): إن “مجموعة عددها من 15 إلى 20 عنصرًا، من تنظيم (داعش)، وصلوا إلى مناطق سيطرة ميليشيات (قسد) في ريف الحسكة الجنوبي، قادمين من دير الزور”، ونقل المفلح عن مصادر محلية أن “(قسد) استقبلت هؤلاء، وعاملتهم معاملة جيدة، ودخل بعضهم مدينة الشدادي برفقة عناصر (قسد)، بينما نُقل عددٌ منهم إلى مطار القامشلي، بناءً على طلبهم، وجرى تسليمهم للنظام”. وتوقع المفلح أن يكون “هؤلاء من قيادات التنظيم، وقد مهّد لوصولهم شرعي التنظيم (محمد حنيش) الذي وصل قبل عدة أيام إلى الشدادي”.

ناشطون من الحسكة تناقلوا، خلال الأسبوع الماضي، أن المدعو “محمد حنيش”، وهو أحد شرعيي تنظيم (داعش)، وصل إلى مدينة الشدادي، بمساعدة عناصر ميليشيات (قسد)، تمهيدًا لنقله إلى الحسكة، لإجراء مصالحة مع قوات النظام، بوساطة قريب له في قوات النظام (اللواء حسن جيجان، في إدارة الحرب الكيميائية). ويُعرف “حنيش” بإشرافه المباشر على إعدام عدد من شباب المنطقة، بتهمة الانتماء إلى الجيش الحر في وقت سابق.

شهد ريف الحسكة الجنوبي وصولَ العشرات من عناصر تنظيم (داعش) وقادته، خلال الفترة الماضية، “واستقبلتهم ميليشيات (قسد)، وعُوملوا معاملة خاصة”، بحسب ما أكد ناشطون من المنطقة.

بدأت تتصاعد وتيرة هذه الانشقاقات، مع وصول المحامي “فاضل السليم” الذي كان قاضيًا في التنظيم، إلى الشدادي، بداية العام الحالي. ويقدر بعض الناشطين أن العدد التراكمي، لمن استقبلتهم (قسد) من التنظيم، يصل إلى نحو 100 شخص.

تنقل السليم، قبل انضمامه إلى (داعش)، بين عدة تنظيمات، ففي بداياته كان ممثلًا عن الحسكة في المجلس الوطني السوري، ثم ترك المجلس وانتقل إلى صفوف (جبهة النصرة)، ليشغل منصب شرعي فيها. ثم هجر (النصرة) وبايع (داعش)، وعاد مؤخرًا إلى الحسكة، ليصبح محاميًا في محكمة تابعة لميليشيا (قسد) في مدينة الشدادي، بحسب ما قاله أحد أبناء المدينة لـ (جيرون).

الصحفي والناشط السياسي مضر حماد الأسعد رأى، في حديث مع (جيرون)، أن “ظاهرة انضمام الكثير من قيادات تنظيم (داعش) إلى ميليشيات (قسد) والنظام ليست مستغربة”، وقال في هذا الجانب: “أغلب المنشقين أعرفهم معرفة شخصية، منذ البداية كانوا شبيحة للنظام، ولكن عندما لم يبقَ للنظام أي دور في المنطقة؛ انضموا إلى (داعش)، وحاليًا انتسبوا إلى (قسد)، لإكمال مشروعهم المعادي لثورة السوريين”.

أضاف الأسعد: “كان جنوب الحسكة يضم عشرات الأشخاص الذين يعملون مع النظام وأجهزته الأمنية، وعندما اندلعت الثورة؛ عملوا ضدها من خلال انضمامهم إلى تنظيم (داعش)، وبعد انسحاب الأخير من الشدادي وريف المحافظة الجنوبي مباشرة؛ أعلنوا الولاء لميليشيا (قسد)”.

في سياق متصل، أكد ناشطون من دير الزور أن عشرات من عناصر تنظيم (داعش)، وبخاصة الأجانب، تسللوا بين النازحين متجهين إلى مناطق سيطرة الجيش الحر في ريف حلب الشمالي،  للعبور تهريبًا إلى تركيا، وتمكن عناصر الجيش الحر، الأسبوع الماضي، من إلقاء القبض على أحد المقاتلين من حملة الجنسية التونسية في مدينة الباب.

يذكر أن الأمم المتحدة أعلنت، الثلاثاء الماضي، أن “الأسبوع الماضي قد شهد نزوح أكثر من 95 ألف مدني من دير الزور، اتجّه معظمهم نحو ريف الحسكة الجنوبي، ليتم تجميعهم في مخيمات تفتقر إلى أبسط المعايير الإنسانية”، وتمنع ميليشيات (قسد) وصول النازحين الذين تركوا قراهم وبلداتهم في ريف دير الزور، من دخول محافظة الحسكة إلا بوجود كفيل، بذريعة الخوف من تسلل عناصر التنظيم إلى المحافظة.


سامر الأحمد


المصدر
جيرون