زيادة في الفقر




عوّدنا هذا العالم على أنّ الفقير هو المسؤول عن فقره. فرضية ترسّخالتمييز في حق أغلبية سكان الأرض، كبارهم وصغارهم، ذكورهم وإناثهم.

تتحالف آلات إعلامية ضخمة مع هذا الطرح لأقلية تحكم أكثرية وتروّج له في دعايات خلاّبة عن فقراء “اجتهدوا” وباتوا أغنياء بفضل جهدهم وعملهم وحدهما، ومن يجد الطريق مسدوداً للوصول إلى ذلك الثراء المزعوم في إمكانه أن يجرب أوراق الحظ من يانصيب ولوتو وغيرها.

تتغاضى هذه الفرضية عن أثرياء يزدادون ثراء من آلام الفقراء بالذات ومن عرقهم، ومن حروب قائمة منذ الأزل في أراضيهم، ومن أسلحة يصدّرونها إليهم ليقتلوا بعضهم بعضاً ويهجّروا بعضهم بعضاً. وإذا ما انتشرت أشدّ درجات الفقر ومعها الجوع والمرض، جعلت تستعرض أولئك الأثرياء بالذات وهم يوزعون مساعدات غذائية هنا وهناك.

هو نظام مخادع، ومال غير ذي قيمة في ميزان الإنسانية إذ يُبقي الفقراء على فقرهم ويمعن في إيذائهم حتى الجوع والموت.

غداً في السابع عشر من أكتوبر/ تشرين الأول تحلّ الذكرى الخامسة والعشرون لما تطلق عليه الأمم المتحدة “اليوم الدولي للقضاء على الفقر”.

بالتأكيد فعلت الأمم المتحدة الكثير لإنقاذ الفقراء وفعلت الكثير معها منظمات وجمعيات ودول. لكن، بالرغم من كلّ الجهود يزداد الفقراء عدداً وفقراً، فلا بدّ من معالجة السبب وليست النتيجة. السبب الذي يحيلنا إلى نظام عالمي يخنق الشعوب وأحلامها.




المصدر