هل قُتل عصام زهر الدين جراء تصفية مقصودة وخلافات مع ضباط في قوات الأسد؟



السورية نت - مراد الشامي

لم تكن الرواية التي صدرت عن نظام بشار الأسد حول مقتل الضابط الأهم في قواته، عصام زهر الدين، مُقنعة لدى كثير من السوريين، الذين ألمحوا إلى احتمال أن يكون زهر الدين قد قُتل جراء تصفية وخلافات.

وزهر الدين هو من أهم ضباط "الحرس الجمهوري" في محافظة دير الزور شرق سوريا، وخاض معارك عدة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" هناك، حيث فرض مقاتلو التنظيم حصاراً طويلاً على زهر الدين والمقاتلين برفقته في دير الزور، قبل أن يعلن النظام في سبتمبر/ أيلول 2017 عن "فك الحصار" عنهم.

الإعلامي السوري فيصل القاسم، ذكر رواية مغايرة لسبب مقتل زهر الدين الذي ينحدر من ذات محافظة القاسم، السويداء، وقال القاسم في منشور على صفحته الرسمية في "فيسبوك"، اليوم الخميس، أن زهر الدين قُتل على إثر خلافات مع ضباط آخرين في قوات النظام.

وأشار القاسم إلى أن المعلومات التي نشرها حصل عليها من مصدر داخل فرع الأمن العسكري في دير الزور.

وقال إنه في يوم الثلاثاء الفائت الساعة 9 صباحاً، كان هناك اجتماع للجنة الأمنية في دير الزور، تضم اللواء رفيق شحادة، واللواء حسن محمد قائد الفرقة 17، والمحافظ محمد السمرة، وساهرالصكر أمين الفرع، والعميد جمال زوق رئيس فرع الأمن العسكري، والعميد دعاس العلي رئيس فرع أمن الدولة، والعميد منذر غنام رئيس فرع الجوية، والعميد غسان طراف قائد المهام الخاصة بمجلس المحافظة.

وأشار القاسم أنه كان هنالك خلاف بين العميد زهر الدين، والعميد جمال رزوق، رفض زهر الدين حضور الاجتماع، ليتم الاتصال به لاحقاً من قبل رئيس اللجنة الأمنية.

وأضاف أن زهر الدين رفض الحضور، واشترط ألا العميد جمال موجوداً لكي يحضر، وتابع القاسم: "على إثرها طلب اللواء رفيق منه الحضور بالأمر العسكري وتم تهديده"، إلا أن زهر الدين أصر على موقفه، "فتوجهت دورية بأمر اللواء رفيق لاحضاره موجوداً، وبقيادة العقيد عبدالوهاب حاج حسن من فرع الأمن العسكري".

وبحسب القاسم: "تم الاشتباك بين مجموعة زهر الدين والدورية، وعلى إثرها أُصيب ابنه يعرب ومرافقه ويوسف العنداري، وأصيب زهر الدين بطلق ناري بعينه ليخرج من مؤخرة الرأس".

ونفى القاسم صحة أن يكون زهر الدين قد قُتل جراء انفجار لغم أرضي زرعه مقاتلو "تنظيم الدولة" في حويجة صكر بدير الزور، وقال إن الاشتباكات بين زهر الدين والدورية الأمنية وقعت عند "حديقة النصارى"، قرب مؤسسة الرداوي.

ولم يقتصر التشكيك في سبب مقتل زهر الدين على القاسم فحسب، إذ شكك سوريون أيضاً في رواية النظام، وذكّر بعضهم بحادثة مقتل وزير الداخلية السوري السابق غازي كنعان عام 2005، الذي قال نظام الأسد إنه انتحر عبر إطلاق رصاصة في فمه، إلا أن رواية اغتياله ظلت قائمة.

وكانت قناة "الجزيرة" عرضت قبل أيام فيلماً وثائقياً يتحدث عن فرضية موت كنعان جراء اغتيال، خصوصاً وأن لديه الكثير من الأسرار حول حادثة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، الذي قُتل في العام 2005، ويُشتبه في أن نظام الأسد يقف وراء الجريمة.

وبحسب رواية عبد الحليم خدام نائب رئيس النظام آنذاك، فإن "شخصية كنعان القوية ليس من السهل أن تنتحر"، مشيراً إلى "أن الأمن السوري منع عائلة القتيل من رؤية الجثمان، حتى لا ترى أن عدة رصاصات أطلقت على الرجل لا رصاصة انتحار".

كما ربط سوريون في حادثة مقتل زهر الدين وتصريحاته الأخيرة التي توعد فيها اللاجئين السوريين من العودة إلى سوريا، ما أثار ردود أفعال دولية غاضبة، خصوصاً لدى الدول التي تأوي أعداداً كبيرة من اللاجئين السوريين، وتبحث عن حلول لتخفيف عبء ملف اللجوء عليها، فضلاً عن أن زهر الدين مُتهم بارتكاب انتهاكات ومجازر في المدن التي قاتل فيها.

اقرأ أيضاً: "اسحب منهم الجنسية".. سفير سابق يطالب الأسد بمعاقبة السوريين الشامتين بمقتل عصام زهر الدين




المصدر