“بيت جن” تصد قوات الأسد.. عناصر القوة



أكّد أبو غياث الشامي، المتحدث الرسمي باسم (ألوية سيف الشام) العامل جنوب سورية، لـ (جيرون)، أن “خيار المصالحة، في بلدة (بيت جن) بريف دمشق الغربي، مستبعدٌ في الوقت الحالي؛ حيث إنّ الفصائل داخل البلدة صدت كافة محاولات النظام لاقتحامها. وأضاف: “النظام وميليشياته الحليفة لن يستطيعوا كسر تحصينات المدافعين، أيًا كانت الأسلحة التي يستخدمونها”.

حديث الشامي جاء في ظل مواصلة قوات النظام تصعيدها العسكري، على بلدة (بيت جن) ومحيطها بريف دمشق الغربي، خلال تشرين الأول/ أكتوبر الحالي، حيث أكد ناشطون من المنطقة أن البلدة ومحيطها تعرضت، خلال الأسابيع الأخيرة، للقصف بنحو 300 برميل متفجر، وآلاف قذائف المدفعية، وصواريخ أرض-أرض، إلى جانب دخول سلاح الجو في الأيام الثلاثة الماضية، في محاولة لتغطية القوات البرية على الأرض.

لم تستطع قوات النظام اقتحام البلدة، على الرغم من استقدامها تعزيزات كبيرة من قوات النخبة والفرقة الرابعة، وتؤكد معظم المصادر العسكرية في المنطقة أن النظام يدرك عجزه عن اقتحام البلدة؛ لأسباب عديدة، أهمها الطبيعة الجغرافية الوعرة، إضافة إلى ارتباطها بتعقيدات إقليمية كبيرة.

في هذا السياق، قال الشامي: إن “الطبيعة الجبلية للبلدة ومحيطها تعطي عامل قوة إضافي للمدافعين بداخلها، وبالتالي؛ من الصعب على النظام وحلفائه تحقيق نصر عسكري على الأرض، إلا في حال استخدام أسلحة غير تقليدية كالسّلاح الكيماوي، بشكل مكثف”. وتابع: إن القصف بالكيماوي “غير متاح؛ لقربها من الشريط الحدودي مع الاحتلال الإسرائيلي، أضف إلى ذلك أن الثوار هددوا النظام باقتحام بلدات (حرفا، وحضر) في ريف القنيطرة، في حال استمر التصعيد على (بيت جن)، وهذا له حساباته أيضًا لدى نظام الأسد وحلفائه”.

أضاف الشامي أن “التصعيد العسكري مؤخرًا يهدف إلى خلق حالة ضاغطة داخل البلدة، وخنق فصائل المعارضة، عبر كسر الخطوط الدفاعية الأولى في (الضهر الأسود، ومغر المير، وبردعيا)، لإجبارهم على الرضوخ لشروط المصالحة والتهجير، كما حدث في معظم مناطق الثورة بريف دمشق”.

في الشأن ذاته، قال مصدر خاص، فضّل عدم الكشف عن اسمه، لـ (جيرون): إن “عجز النظام عن اقتحام (بيت جن) وما حولها ليس ناتجًا عن صمود الثوار بداخلها فقط، بل عن اعتبارات إقليمية عديدة، تأتي من التّماس مع حدود الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يمنع الأسد وحلفاءه من استخدام الأسلحة غير التقليدية، وبالتالي أعتقد أن روسيا تدفع باتجاه خنق الفصائل داخل بيت جن؛ لإجبارهم على تسويةٍ وفق شروطها”.

تعدّ بلدة (بيت جن) وما حولها آخر معاقل الثورة في ريف دمشق الجنوبي الغربي، وهي معزولة تمامًا، وليس لها أي خطوط إمداد؛ ما يجعل من إمكانية الرضوخ في المرحلة المقبلة لشروط المصالحة والتهجير ممكنة إلى حد بعيد، ويقول مصدر (جيرون): “لا خيارات أمام (بيت جن)، في سياق المعادلات السياسية المرتبطة بالقضية السورية، سوى المصالحة، وتهجير المقاتلين الرافضين ذلك، وإن التفاهمات في جولات أستانا القادمة ستقود إلى ذلك”.

إلا أن الشامي أكد أن “المصالحة في (بيت جن) مستبعدة، في الوقت الحالي على الأقل، بعيدًا عن الأروقة السياسية ومساوماتها. خيار المدافعين داخل البلدة هو رفض أي مشروع للتهجير القسري، وقد حسموا أمرهم بالمواجهة والتمسك بآخر معاقل الثورة بريف دمشق الغربي، لأن خسارة هذا المعقل تعني ضياع جهد سنوات من العمل العسكري للربط بين محافظات الجنوب وريف دمشق، وكل ذلك نتيجة أوهام سياسية تسوّقها أطراف عديدة هنا وهناك”.

تجدر الإشارة إلى أن من يقود الدفاعَ عن بلدة (بيت جن) هو غرفةُ عمليات مشتركة باسم (اتحاد قوات جبل الشيخ)، تضم مجموعة من التشكيلات العسكرية، أبرزها (ألوية سيف الشام، جبهة ثوار سورية، أحرار الشام، هيئة تحرير الشام).


مهند شحادة


المصدر
جيرون