صحيفة فزغلياد: إيران أعطت بوتين ورقة رابحة للتفاوض مع ترامب



الصورة: محمود حسين/ وكالة رويترز

المحتوى

مقدمة………………………………………………………………………..1

الحرس الثوري يخادع هو الآخر .……………………………………………….2

بوتين سيكون في وضعٍ أكثر راحةٍ في مباحثاته مع ترامب…………………………..3

آية الله يحاول زرع الشقاق بين الاتحاد الأوروبي وأميركا…………………………….4

مقدمة

سيتم تقييد مدى الصواريخ الإيرانية الباليستية بـ 2000 كم. هذا ما يستنتج، على الأقل، من كلام آية الله خامنئي، قبل زيارة بوتين إلى طهران. ولهذا التصريح علاقة مباشرة بالعلاقات الروسية- الأميركية، وهو يمس أحد أهم الجوانب الخلافية بشأن الدفاع الصاروخي. وبالطبع، لم يكن بوتين الوحيد المقصود بهذه التصريح. وقد أعلن قائد فيلق حراس الثورة الإسلامية الجنرال محمد علي جعفري أن القائد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي قد أمرَ بتخفيض مدى الصواريخ الباليستية الإيرانية إلى ألفَي كيلومتر، مع أنه بمقدور العسكريين الإيرانيين زيادته.

اقتبست وكالة (إنترفاكس) عن الجنرال قوله: “الأميركيون، وكذلك مصالحهم، متواجدون على مدى 2 ألف كم، وبإمكاننا الرد على أي هجومٍ متهورٍ يقومون به ضدنا”. وأضاف الجعفري أنه يشك في إمكانية نشوب الحرب مع الولايات المتحدة الأميركية؛ لأن واشنطن “تعرف أنها إذا ما بدأت الحرب على إيران؛ فستكون خسائرها أكثر”.

في الوقت نفسه، كان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد تعهد بأن تواصل بلاده تطوير برنامجها الصاروخي. خلال العرض العسكري الذي أقيم نهاية شهر أيلول/ سبتمبر، عرضت طهران للمرة الأولى صاروخًا باليستيًا جديدًا (خورام شهر). وتصر إيران على أن صواريخها الباليستية مخصصة للأغراض الدفاعية فقط. ولكن الكونغرس الأميركي صادق الأسبوع الماضي على اتخاذ إجراءاتٍ عقابيةٍ جديدة بحق إيران، تحت ذريعة تطوير برنامجها الصاروخي الباليستي تحديدًا.

فيلق الحرس الثوري يخادع هو الآخر

كما افترضت قناة News ABC التلفزيونية الأميركية، فإن إيران بإعلانها تقليص مدى صواريخها الباليستية تحاول إظهار، خلافًا لكوريا الشمالية، أن طبيعة برنامجها الصاروخي هي طبيعة دفاعية.

ويعارض الفريق الاحتياطي، الخبير يفغيني بوجينسكي: “ليس هناك ما يحتاج إلى إثبات. فالأميركيون على قناعةٍ، مثلًا، بأن بوتين قد تدخل في انتخاباتهم الرئاسية. ومهما حاولتم؛ فإن قناعتهم هذه لن تتغير. الأمر نفسه بالنسبة إلى برنامج إيران الصاروخي. إضافة إلى ذلك، فإن العاملين المتابعين لهذا الموضوع في وكالة الاستخبارات الأميركية وفي البنتاغون، يعرفون تمامًا أي صواريخ بحوزة إيران. الباقي ضجيج إعلامي يستهدف الجمهور”.

على الرغم من تصريحات قائد الحرس الثوري الإيراني، فإن بوجينسكي على ثقةٍ: في حقيقة الأمر، لا تستطيع إيران بناء صواريخ ذات مدًى أبعد، لأنها متخلفةٌ جدًا عن روسيا، الولايات المتحدة والصين. وهذا ينطبق على كوريا الشمالية بالمناسبة، بحسب رأيه. “كل ما في حوزة الكوريين هو صواريخ مداها في حدود 3 آلاف كم. وما عدا ذلك، مجرد خداع. ليس هناك اختراقات تكنولوجية، لا في كوريا ولا في إيران”.

“أي دولةٍ تحترم نفسها؛ فستقول إننا بالطبع نستطيع التصنيع، ولكننا لسنا بحاجةٍ إلى ذلك. أولًا، هذا أمرٌ مكلف، وثانيًا، لا تتوفر لدى الإيرانيين التكنولوجيا اللازمة لتصنيع صواريخ عابرة بعيدة المدى. وثالثًا، يجب إجراء سلسلةٍ من التجارب -يقول الجنرال لصحيفة (فزغلياد)- فقط روسيا تمتلك هذه الميزة: إطلاق صاروخ باليستي في حقل التجارب في (كامتشاتكا). بقية الدول تطلق صواريخ التجارب إلى عرض المحيط، ولكنها تحتاج إلى هذا إلى …..، كالولايات المتحدة الأميركية أو فرنسا، وكذلك منظومة مراقبة وقياس. ليس لدى الإيرانيين شيءٌ من هذا القبيل. نظريًا، بإمكانهم محاولة إيجاده لدى مصدرٍ ما، وشرائه”.

غير أن الخبير بوجينسكي يوافق على أن إيران لا تحتاج أصلًا إلى امتلاك صواريخ بعيدة المدى. ويتساءل الجنرال: “يتطلعون إلى بلوغ مكانة الدولة الإقليمية القوية، وجميعُ منافسيهم المحتملين يقعون في مدى 2- 2.4 ألف كم، أي المملكة العربية السعودية و(إسرائيل). عدا هذه الدول ليس لدى الإيرانيين خصومٌ واضحون. فلِمَ يحتاجون إلى صواريخ ذات مدىً أبعد؟”

بوتين سيكون في وضعٍ أكثر راحةٍ في مباحثاته مع ترامب

يوم الأربعاء، ستكون طهران على موعدٍ مع زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وبحسب مركز الكرملين الإخباري، يخطط بوتين لمناقشة الحرب في سورية، وكذلك الصفقة النووية المبرمة عام 2015 مع إيران، والتي سمحت بإبعاد النزاع حول البرنامج النووي الإيراني. من الممكن، ألا تكون وعود “آية الله” قد جاءت مصادفةً قبيل هذه الزيارة. ومن الواضح، أنها ستسهل على بوتين مباحثاته في (إسرائيل)، ومع رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب، الذي من المحتمل أن يجتمع به، على هامش قمة آسيان المقبلة، والمزمع عقدها 5-14 تشرين الثاني/ نوفمبر في فيتنام.

يشير الخبراء أيضًا، إلى أن برنامج إيران الصاروخي قد سمح للولايات المتحدة الأميركية، طوال سنواتٍ عديدة، بتبرير نصب قواعد مضادة للصواريخ في أوروبا الوسطى، في بولندا ورومانيا. وفي هذا الإطار، قد تفيد تصريحات آية الله بحرمان الأميركيين من هذا المبرر. غير أن بوجينسكي واثقٌ من أن واشنطن ستعلن في الأوساط العامة أنها لا تصدق طهران. كما أنه من غير الممكن، أن نتصور الإيرانيين يسمحون بدخول الخبراء الأميركيين إلى قواعد صواريخهم للتفتيش. ولهذا، سيبقى كل طرفٍ على موقفه.

آية الله يحاول زرع الشقاق بين الاتحاد الأوروبي وأميركا

يوضح الخبير: “في كل الأحوال، يعتقد الأميركيون أن الإيرانيين ينامون، وهم يحلمون بتوجيه ضربةٍ إلى الولايات المتحدة الأميركية، ولهذا هم يحتاجون إلى صواريخ يبلغ مداها 10 آلاف كيلومتر، ومع أن هذا مجرد هذيان؛ يتهم الأميركيون الإيرانيين على الدوام، بتطوير برامجهم الصاروخية وبأنهم يخلقون تهديدًا، فيفرضون عليهم العقوبات؛ ولهذا ها هي طهران تطلق هذا التصريح”.

الخبير الإسرائيلي، والمدير السابق لجهاز الاستخبارات (نانتيف) يعقوب كيدمي، قال لصحيفة (فزغلياد): “بإمكان الإيرانيين السماح للمراقبين الدوليين بالقدوم إلى بلادهم، ولكن سيكون ذلك فقط من باب الاستعراض الدعائي. من الممكن أن تقوم إيران بتصميم الصواريخ ذات المدى البعيد، ولكنها فعليًا تستطيع تصنيع الصواريخ محدودة المسافة”. ويذكر الخبير أن المدى المعلن بـ 2000 كم كافٍ تمامًا، للوصول إلى (إسرائيل). ويضيف أن الإيرانيين يريدون القول، عبر تصريحات آية الله، إنهم يريدون البقاء في إطار الاتفاقات السابقة بخصوص الصواريخ، ويحاولون تخفيف الاتهامات التي يتعرضون لها، بسبب تهديدهم لـ (إسرائيل). برأي كيدمي، تصريحات خامنئي ليس المقصود بها (إسرائيل) التي لن تصدقها بأي حالٍ من الأحوال، وإنما تستهدف أوروبا. يقول الخبير: “أرادت إيران طمأنة الاتحاد الأوروبي بأنه ليس هناك ما يهدد أمن بلدانه، بما يقلل من إمكانات ترامب على جر الاتحاد الأوروبي إلى مواجهة إيران.

اسم المقالة الأصلية Иран дал Путину козыри для диалога с Трампом كاتب المقالة نيكيتا كوفالينكو- آلكسي نيتشايف مكان وتاريخ النشر صحيفة فزغلياد. 31 تشرين أول 2017 رابط المقالة https://vz.ru/world/2017/10/31/893270.htm ترجمة سمير رمان

 


سمير رمان


المصدر
جيرون