ما عدا الحالات الإنسانية.. كيف يتم دخول السوريين إلى مصر؟



السورية نت - رغداء زيدان

"ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين"، صدق الله العظيم. كانت هذه الآية الكريمة في نهاية رسالة مكتوبة بخط الشاب الثلاثيني من أبناء الغوطة الشرقية، كافية  للحصول على تأشيرة دخول علاجية  لمصر له ولابنته المريضة وزوجته وأربعة من أبنائه، منحه إياها السفير المصري في السودان.

وبحسب موقع "اقتصاد كال وأعمال السوريين" فإن الشاب بعد أن غادر الغوطة المحاصرة إلى لبنان ومنها إلى السودان، ضاقت به السبل للدخول إلى مصر لعلاج ابنته التي تعاني من ضمور في الدماغ وتحتاج عدة عمليات، بعد أن ترك الحصار الغذائي والطبي آثاره التي لا تمحى على جسد وعين الطفلة ذات الست سنوات.

ومع إغلاق المنفذ الشرعي للدخول إلى مصر المتمثل برفض معظم طلبات الفيزا إليها، كانت هذه اللفتة الإنسانية الرائعة من السفير المصري بالخرطوم.

وفي أحد مشافي محافظة الجيزة، ثلاثة شبان بينهم طالب جامعي سوري تعرضوا لحادثة سيارة أدت إلى نقلهم للعناية المشددة، تحاول الأم والأب في السعودية الدخول لمصر لمتابعة الوضع الصحي لابنهم الذي يعيش في مصر بغرض الدراسة وحيداً، وتُغلق أمامهم المنافذ الشرعية للدخول عبر رفض طلبات تأشيرة الدخول، ويتبقى لهم فقط السفر للسودان ومنها الدخول لمصر بشكل غير شرعي في رحلة عذاب بالصحراء بين يدي تجار البشر، إلى أن تمكنت الأم من مقابلة السفير المصري في السعودية وشرح وضعهم الاضطراري، مع تقارير رسمية عن حالة ابنها من المشفى المصري، ليمنح السفير تأشيرة دخول للأب والأم ليتمكنوا من الوصول إلى المشفى حيث يعالج ابنهم في مصر.

دخول السوريين إلى مصر، لحالات إنسانية واستثنائية، تتم معالجتها لمن يحظى بفرصة لقاء سفير مصر في بلد إقامته، ويستطيع اقناعه بالثبوتيات، بحاجته الملحة لدخول مصر، وهذه حالات فردية يقابلها رفض مئات طلبات الدخول إلى مصر يقدمها السوريون في مختلف السفارات المصرية حول العالم.

فبعضهم يرغب بدخول مصر للم شمل عائلاتهم من الدرجة الأولى، بقصد الاستقرار وتعليم أبنائهم، أو فتح نشاط تجاري، وبعضهم بغرض زيارة أهلهم وأقاربهم، وآخرون بقصد العلاج، أو إجراء مقابلات لم الشمل في سفارات بعض الدول الأوروبية في مصر، أو بغرض السياحة للمقيمين في الدول الأوروبية.

ومع نهاية عام 2013 تم فرض تأشيرة دخول على السوريين الراغبين بدخول مصر، ومازالت حتى تاريخه مطلوبة من حملة الجنسية السورية.

ومع نهاية عام 2015 أصدرت السلطات المصرية قراراً استثنائياً بإمكانية المقيمين في مصر من حملة الجنسية السورية، والذين لديهم إقامة سنوية، التقدم إلى إدارة الهجرة الجوازات بالقاهرة، بطلب فيزا لم شمل لأقاربهم من الدرجة الأولى مع تقديم أوراق تثبت درجة القرابة.

ولكن تم وقف العمل بهذا القرار مع بداية الشهر السابع من عام 2017، إثر اكتشاف عشرات حالات التزوير في الثبوتيات المقدمة بعد تلاعب بهذا الملف من قبل سماسرة بقصد التربح، مما أدى لوقف العمل بهذا التسهيل حتى تاريخ اليوم.

ولعل أبرز الآثار لوقف القرار، هو ازدياد نسبة الدخول غير الشرعي إلى مصر عبر السودان، بعد سد آخر المنافذ الشرعية إلى مصر، المتمثل بلم الشمل، حيث يقدر عدد الذين دخلوا بشكل غير شرعي إلى مصر خلال عامي 2016 و2017 ما يقارب 20 ألف سوري، لو فُتح لهم المنفذ الشرعي لما غامروا بأنفسهم وأطفالهم للدخول عبر الصحراء تسللاً بقصد الوصول إلى مصر.

حلول مقترحة

وأبرز الحلول التي تخفف من معاناة السوريين الراغبين بدخول مصر ولوقف الدخول غير الشرعي تسللاً، تتمثل بإعادة تفعيل العمل بقرار لم الشمل من جديد، أو إلغاء تأشيرة الدخول المفروضة على حملة الجنسية السورية الراغبين بدخول مصر، فإن كانت غير متاحة للجميع بسبب الظروف الأمنية الحالية، أو غيرها، فمن الممكن أن يُسمح بدخول الأطفال دون سن الـ 16 عاماً، وللنساء عامة، والرجال فوق سن 45 عاماً بدون فيزا.

أو أن تتم معاملة السوريين معاملة العراقيين عبر منحهم فيزا سياحية لمدة شهر مع المجموعات السياحية بحيث يسمح لهم بالدخول بقصد السياحة، وخلالها يلتقون بأقاربهم وتستفيد مصر مادياً من دخولهم بمقابل تركهم لجوازات سفرهم في المطار وإعطائهم ورقة بيضاء توضح بياناتهم ومدة إقامتهم.

أو منح المزيد من الصلاحيات التقديرية  للسادة سفراء جمهورية مصر العربية في الخارج لمنح عدد أكبر من تأشيرات دخول السوريين وبخاصة للحالات الإنسانية الصعبة أو العلاجية أو لرجال الأعمال ممن يرغب بالاستثمار في مصر.

وبحسب الموقع فغن ما يُنصح به السوريون الراغبون بدخول مصر، ولديهم أقارب من الدرجة الأولى في مصر من حملة الإقامة السنوية، عند تقديم طلبات تأشيرة الدخول الى مصر، إرفاق ما يثبت درجة القرابة مع ما يثبت حيازة أقاربهم للإقامة السنوية في مصر، وتقديمها للسفارة المصرية مع طلب تأشيرة الدخول.

وبالنسبة للحالات الاستثنائية من حالات إنسانية وعلاجية، ضرورة إرفاق ما يثبت حاجتهم للعلاج بتقارير طبية، وإثبات وضعهم الإنساني الصعب بطلباتهم، والأجدى طلب مقابلة السفير المصري وشرح الحالة له شفاهة أو كتابة.

اقرأ أيضا: لأول مرة منذ عشر سنوات.. فتح معبر رفح تحت إشراف السلطة الفلسطينية




المصدر