أطباء سوريون في أميركا: “هذه أسوأ أزمة إنسانية في حياتنا”



قال الدكتور باسل ترمانيني، نائب رئيس الجمعية الطبية السورية الأميركية، إنه تم استهداف المرافق الصحية في سورية أكثر من 500 مرة، قُتل على إثرها أكثر من 850 عاملًا فيها. وقد اعتبر، خلال حديثه في برنامج (ستون دقيقة)، على محطة (سي بي إس نيوز) الأميركية -وقد استضافت مجموعةً من الأطباء السوريين، والسوريين الأميركيين المتطوعين في المشافي الميدانية داخل سورية- أن “هذه أسوأ أزمة إنسانية في حياتنا”.

أضاف ترمانيني: “هناك هجمات ممنهجة على المستشفيات، معظمها ضربات جوية وبراميل متفجرة، كما يتم استهداف المدنيين المحتجزين في بعض المشافي، وحصارهم حتى الموت”، واصفًا العاملين في المجال الطبي داخل سورية، بأنهم “أبطال حقيقيون، لأنهم يعرفون خطر هذا العمل على حياتهم، لكنهم يفضلون إنقاذ المرضى على إنقاذ أنفسهم”، وتابع: “نحن نحاول دعمهم بكل الطرق، نريدهم أن يعرفوا أنهم ليسوا وحدهم”.

من جانب آخر، قال الدكتور سامر عطار، عضو في الجمعية الطبية الأميركية السورية، ومتطوع في المستشفيات الميدانية في مدينة حلب: “في بعض الأحيان، يكون القصف قريبًا جدًا، وفي البعض الآخر يستهدف المشفى بشكل مباشر”. وأضاف: “كلّ ما أفعله هو أني أنظر حولي، وأفعل ما يفعله الآخرون، فهم يحافظون على رباطة جأشهم، ويستمرون بالعمل”، مشيرًا إلى أنه “في بعض الأحيان، نجد أنفسنا نقوم بعمليات جراحية من دون تخدير”.

ذكر عطار أن أحد الجراحين السوريين قام مرة “بإحضار طفلة مصابة بشظايا في كامل جسدها، واستطاع، بشكل بطولي، إيقاف النزيف في كبدها، لكنها كانت قد فقدت الكثير من الدماء، ونحن لا نستطيع إعطاء كل الدماء الموجودة لدينا لشخص واحد، لأننا نقوم بتوزيعه على مجموعة أشخاص، نعلم أن لديهم أملًا أكبر بالنجاة”. وتابع: “من القصص التي لا أنساها أبدًا الطفل محمد كمنت (يبلغ من العمر ست سنوات) فقَد والدته وإخوته وساقيه. عندما كنت أستعد للخروج من حلب، طلب مني محمد أن أحضر له ساقين اصطناعيتين، حتى يستطيع لعب كرة القدم مجددًا”.

دخل طاقم عمل البرنامج، مع مقدم البرنامج الصحفي المشهور سكوت بيلي، ريف مدينة حلب، بمساعدة الدكتور سامر عطار، وعرض لقطات تعرض لأول مرة في الإعلام الأميركي، حول تدهور الوضع الطبي في سورية، في ظل القصف السوري والروسي الممنهج للمشافي والمنشآت الطبية والعامليين فيها.

قابل الفريق مجموعة من الأطباء السوريين العاملين في الداخل، تحدثوا عن الوضع المزري للخدمات الطبية، وشح المعدات والأدوية، وكيف دفعت حالة الطوارئ المشافي إلى إنشاء أنفاق تحت الأرض، للهرب من القصف.

في السياق، قال الدكتور عبد الخالق، وهو طبيب عيون متطوع في حلب: “لم يتمكنوا من تدمير المشافي المبنية تحت الأرض. لذلك، قاموا باستخدام سلاح كيماوي.. في اليومين الأخيرين من الحصار، لاحظنا رائحة الكلور. وهرع جميع الموظفين، وجميع المرضى، إلى الغرفة الداخلية في هذا الطابق السفلي”. وأشار إلى أنه “خلال هذا الوقت، جاء العديد من الأطفال إلى المشفى، وكان لدينا زجاجة واحدة فقط المتبقية من الأكسجين. لذلك، كان علينا أن ننقلها بين الأطفال، لم يُقتل أحد، لكن الغاز أغلق المستشفى مدة من الوقت”.


روشان بوظو


المصدر
جيرون