دكتور مهندس لم يقبض رواتبه منذ 9 سنوات بسبب خطأ.. والجامعة تكلفه بالتدريس وتوزيع الخبز



السورية نت - رغداء زيدان

يقوم الدكتور المهندس محمد خالد فتياني، بتنفيذ مذكرة تلزمه باستلام ربطات الخبز التي ينتجها مخبز جامعة حلب وتوزيعها على موظفي الكلية من عميد الكلية حتى أصغر مستخدم فيها وذلك طبقاً للمذكرة رقم /33/ الصادرة عن عميد كلية الهندسة المعمارية الدكتور كابي طباع بتاريخ 15/10/2014.

وبحسب صحيفة تشرين الناطقة باسم نظام الأسد يقوم الدكتور المذكور بتوزيع الخبز منذ تاريخ صدور المذكرة في كلية الهندسة المعمارية بحلب، إضافة إلى قيامه بتدريس مقررات هندسية في قسمي الآثار والجغرافية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية (ماجستير، ومرحلة جامعية) منذ 2013 وباللغتين العربية والإنكليزية وفق حاجتهما.

والدكتور فتياني الحاصل على دكتوراه في التصميم المعماري ويشغل كذلك منصب المدير الميداني للبعثة الأثرية في جامعة حلب لم يحصل على رواتبه منذ تسع سنوات.

أما قصته فهي بحسب الصحيفة أنه كان موفداً لمصلحة جامعة حلب، وبعد حصوله على الدكتوراه تقدم لمسابقة تعيين أعضاء الهيئة التدريسية لعام 2011 بسبب عدم تطبيق الجامعة للمادة /38/ من قانون البعثات العلمية رقم /20/ لعام 2004 ( يجب على الجهة التي أوفد لحسابها أو حوّل إيفاده لمصلحتها أن تعينه في الوظيفة الملائمة لشهادته).

وبالعودة إلى سبب تقدمه إلى المسابقة رغم أنه حاصل على إجازة دراسية لمصلحة جامعة حلب وتنطبق عليه المادة /38/ المشار إليها نجد أنه لم يحصل على التعيين المباشر بسبب تأخر الجامعة حتى عام 2014 في تصحيح قرار داخلي خاطئ لعام 2003 يتضمن "اعتباره بحكم المستقيل" وفق القانون الأساسي للعاملين في الدولة نتيجة كتاب يتضمن تواريخ خاطئة وفي تجاهل واضح أنه في فترة إجازة دراسية /1999-2008/ وفقاً لقانون البعثات العلمية وأن القانون الخاص يقيّد العام.

وعليه اضطر إلى متابعة إجراءات المسابقة بالتوازي مع متابعة تصحيح الأخطاء المرتكبة بحقه وكانت النتيجة إضافة عبارة "من خارج الجامعة" في قرار مجلس جامعة حلب رقم /1369/ تاريخ 6/1/2013 المتضمن "الموافقة على تعيينه بوظيفة مدرس في جامعة حلب" قبل صدور قرار لاحق من مجلس الجامعة نفسه يتضمن "الموافقة على تصحيح الخطأ الحاصل بتاريخ إجازته الدراسية الممنوحة له.

وبما أنه تم تصحيح الخطأ في إجازته الدراسية فلا بد من أن يتبعه تعديل في قرار مجلس الجامعة رقم /1369/ من أجل طي عبارة "من خارج الجامعة" ولابدّ أيضاً من منحه الترفيعات التي يستحقها عن فترة إجازته الدراسية وما يليها، إلا أن ذلك لم يحصل.

وبحسب الصحيفة فإن جامعة حلب ليس لديها مشكلة في صرف الراتب والزيادات التي يستحقها المذكور لكن سبب تأخر صرف الراتب هو عدم موافقة شعبة الترفيعات في الشؤون الإدارية للجامعة على إقرار الترفيعات مع الراتب وفق المادة /39/ من قانون البعثات العلمية التي تشير بوضوح إلى "احتفاظ الموفد العامل في الدولة بوظيفته وترفيعاته" تحت مبرر أن هذا موضوع قديم وأنه سيكون لقرارات الترفيع إن صدرت حالياً (بعد تصحيح الخطأ) أثر رجعي رغم أن موضوع الترفيعات قانون وليس حكماً يسقط بالتقادم.

ومنذ عام 2008 لم يقبض الدكتور خالد فتياني راتبه من جامعة حلب وذلك لسبب بسيط هو تأخر تصحيح هذا التطبيق الخاطئ للقانون الأساسي للعاملين في الدولة /50/ بدل قانون البعثات العلمية من قبل بعض العاملين الإداريين الذين تسبب خطؤهم بنسف كل إنجازات الدكتور رغم موافقة مجلس الجامعة على تصحيح الخطأ.

وعليه بدأت رحلة من الروتين والجهل في تطبيق هذين القانونين اللذين يتقاطعان مع قانون تنظيم الجامعات بشكل واضح ليتأخر تعيينه عضواً في الهيئة التدريسية لجامعة حلب حتى اليوم.

وبعد إنصاف مجلس جامعة حلب للدكتور خالد بتصحيح الأخطاء تمهيداً لتعيينه في عضوية الهيئة التدريسية كانت عمادة كلية العمارة تحضر له مكاناً شاغراً في الكلية يستوعب اختصاصه العلمي الوحيد في الجمهورية العربية السورية، ليكون الشاغر هو قيامه باستلام وتوزيع الخبز.

اقرأ أيضا: ما الذي يجب فعله في حال رُفض طلب اللجوء بألمانيا؟




المصدر