القلمون الشرقي.. الزيتون والزيت يتراجعان في جيرود



أنهى أبناء مدينة جيرود في منطقة القلمون الشرقي، بريف دمشق، قطاف محصول الزيتون للموسم الحالي، وسط انخفاضٍ ملحوظ في الإنتاج، بسبب عوامل كثيرة، أبرزها الجفاف الناجم عن شح الأمطار التي تراجعت معدلاتها كثيرًا عمّا كانت عليه خلال السنوات الأخيرة.

قال محمد الخطيب، أحد أبناء مدينة جيرود، لـ (جيرون): “لقد اعتاد أهالي القلمون الشرقي على تأخير عملية بدء القطاف، حتى كانون الأول/ ديسمبر، حتى تحصل ثمار الزيتون على كمية وفيرة من مياه الأمطار؛ إذ يرتبط إنتاج الزيتون إلى حدٍ بعيد بكمية هطول الأمطار”.

وأضاف: “بعد انتهاء عملية القطاف؛ يقوم أبناء المنطقة بتموين قسمٍ من المحصول، في حين يذهب القسم الأكبر إلى المعاصر، من أجل إنتاج الزيت وتخزينه للطعام. علمًا أن معظم العائلات عاجزة في الوقت الراهن عن شراء زيت الزيتون، نتيجة ضعف القدرة الشرائية للكثيرين، بفعل تردي الأوضاع الاقتصادية والحصار وارتفاع معدّلات البطالة”.

أشار الخطيب إلى أن “سعر صفيحة الزيت ارتفع إلى نحو عشرة أضعاف عما كان عليه قبل خمس سنوات، إذ وصل سعر الصفيحة (وزن 16 كيلوغرام) إلى 30 ألف ليرة سورية”، ونوّه في الوقت نفسه إلى أن “عدد أشجار الزيتون المتبقية في جيرود، تراوح بين 50 إلى 60 ألف شجرة، من أصل 100 ألف قبل سنوات، موزعة بين مزارعها وأمام المنازل السكنية، وبعض الحدائق العامة والخاصة”.

تواجه زراعة الزيتون في مدينة جيرود، مشكلات عديدة أهمها: “الجفاف الذي أضرّ بالأشجار مع مرور الوقت، إضافة إلى لجوء أصحاب المزارع إلى قطع الأشجار واستخدامها في التدفئة، بعد ارتفاع أسعار المحروقات، نتيجة الحصار الذي تفرضه قوات النظام على المنطقة، وانقطاع المستلزمات الزراعية كالأسمدة والمبيدات الحشرية، وعدم تمكن المزارعين من الاهتمام بها، بسبب الأوضاع الأمنية المتقلبة”. حسب الخطيب.

يرى المهندس الزراعي حسن السيد أن “موسم الزيتون في منطقة القلمون الشرقي، هذا العام، كان ضعيفًا، وهو بالكاد يغطي استهلاك أبنائها من الزيت، وذلك بسبب تأخر هطول الأمطار، وارتفاع درجات الحرارة على نحو كبير في فصل الصيف؛ ما أضر كثيرًا بنمو الزيتون، ولا سيّما في مرحلة الإزهار، إذ أدى إلى احتراق الأزهار وتساقطها”.

وأضاف مبينًا لـ (جيرون): أن “قلة الأمطار وتأخرها انعكست سلبًا على الجدوى الاقتصادية للزيتون، وبالتالي أصبح استخراج عبوة تزن 16 كيلو غرامًا من الزيت، يتطلب ما يقارب 100 كيلوغرام من ثمار الزيتون، بعد أن كانت كمية الزيت ذاتها تتطلب، في أعوام سابقة، 85 كيلو غرامًا من الزيتون”.

أشار السيّد إلى أن “قلة الاهتمام والتقليم والري والتسميد من قبل أبناء المنطقة، على مدى الأعوام الماضية، إضافةً إلى انتشار الحشرات الضارة في بعض الأشجار، في أثناء فترة حمل الزيتون، أثرت في الإنتاجية وأنهكتها”.

توالي سنوات الجفاف، وعدم قدرة العائلات في مدينة جيرود، على سقاية ورعاية أعدادٍ كبيرة من أشجار الزيتون، دفع السكان إلى الحفاظ على بضعة أشجار فقط، بما يكفي لتأمين مؤونة زيتون المائدة أو الحصول على بعض الزيت.


خالد محمد


المصدر
جيرون