‘واشنطن بوست: حان وقت إنهاء الفوضى في سورية.  ولنوضح كيفية القيام بذلك.’

11 شباط (فبراير - فيفري)، 2018
7 minutes

[ad_1]

الجنرال الأميركي بول إ. فونك في موقع عسكري أميركي في البلدة الكردية في شمال سورية، منبج. (*) (سوزانا جورج/ أسوشيتد برس).

كان يومُ الأربعاء 7 شباط/ فبراير يومًا غريبًا ومخيفًا في سورية، حتى بمعايير الشرق الأوسط؛ ففي وقتٍ مبكر من بعد الظهر، كان القادة العسكريون الأميركيون، المنتصرون تقريبًا ضد (تنظيم الدولة الإسلامية/ داعش)، يقفون عند نقطة مراقبةٍ على قمة تل، يشكون من النيران التي تهاجم شركاءهم الأكراد السوريين، من قوة المتمردين المدعومين من تركيا: حليفنا في حلف شمال الأطلسي.

بعد ذلك ببضع ساعات، على بعد 100 ميلٍ تقريبًا إلى الجنوب الشرقي، قامت قواتٌ برية داعمة لنظام بشار الأسد بضرب مقر قيادةٍ للمقاتلين الأكراد السوريين، وشركائهم من قوات المهام الخاصة الأميركية، وعلى بعد خمسة أميالٍ إلى الشرق من نهر الفرات، وربما بالقرب من حقول النفط السورية، تعرض التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لضرباتٍ جوية. لم يقدّم الجيش الأميركي أيّ تفاصيل سوى أن القوات الروسية كانت تساند النظام السوري، في منطقة دير الزور. امتدت المعارك إلى الليل، وكان يمكن أن تشهد تصعيدًا كبيرًا بالحرب هنا.

درس يوم الأربعاء، على كلا الجبهتين، هو أن ساحة المعركة هنا طريق مزدحمةً جدًا، وتنزلق على نحو خطير، بحيث تقترب من صراعٍ أوسع بكثير.

كانت أميركا وتركيا تتحركان ببطءٍ في اتجاه تصادمهما، منذ أن قررت الولايات المتحدة تدمير تنظيم (داعش) قبل ثلاث سنواتٍ ونصف، وأن الشركاء السوريين الوحيدين القادرين على القيام بهذه المهمة هم الأكراد الذين أطلقوا على أنفسهم اسم (قوات سورية الديمقراطية). كانت تركيا غاضبةً، وتدعي أن الجماعة الكردية “إرهابية”، لكن أنقرة لم تتمكن من تقديم بديلٍ موثوق لهزيمة تنظيم (داعش)، لذلك تابعت الولايات المتحدة.

عندما دخل الروس المعركة عام 2015، حاولت الولايات المتحدة إنشاء خطوطٍ واضحة لتفكيك الصراع، ولكن أثبت هذا أنه عملٌ باهت وغير مؤكد، لكن هذه الاتصالات الروسية ضروريةٌ الآن أكثر من أي وقتٍ مضى.

كيف يمكن للولايات المتحدة إنهاء هذه الفوضى، حتى تتمكن من إنهاء المهمة ضد (تنظيم الدولة الإسلامية/ داعش)؟ تحتاج أميركا إلى “حوار”، و”خفض التصعيد” بسرعةٍ مع تركيا. كما شرح الجنرال بول فانك، قائد القوات الأميركية في سورية والعراق، وحذّر من أن الحملة ضد تنظيم (داعش) “تتباطأ”، كما أن الاستقرار يمكن أن “يسمح لهؤلاء الناس بالفرار” إلى تركيا، ومن ثم إلى أوروبا.

يتحدث فانك للصحفيين هنا في موقعٍ عسكري تديره (قوات سورية الديمقراطية). على بعد ميلٍ ونصف نحو الغرب، يمكنك أن ترى حاجزًا ترابيًا يمثل الموقع المتقدم للمتمردين المدعومين من تركيا. وعلى بعد نحو 40 ميلًا نحو الغرب أكثر، عفرين، المنطقة الكردية التي تقصفها الطائرات الحربية والمدفعية التركية، منذ أواخر الشهر الماضي.

لقد قامت قوات المهام الخاصة الأميركية بالعجائب هنا، بالعمل مع (قوات سورية الديمقراطية)؛ ما أدى إلى تحطيم سيطرة تنظيم (داعش) على شرق سورية. لكننا نقترب من نهاية ما يمكن للقوة العسكرية أن تقوم به، والخطوة التالية تتطلب الدبلوماسية. ومن المشجع أن مستشار الأمن القومي، ماكماستر سيتوجه إلى أنقرة في نهاية هذا الأسبوع. وسيكون من الحكمة معالجة الأزمة مع تركيا كفرصةٍ، والبدء في مناقشاتٍ هادئة يمكن أن تؤدي إلى مصالحةٍ في نهاية المطاف بين المصالح التركية والأميركية.

تكشف مدينة منبج كيف تحولت المعركة ضد تنظيم (داعش) من قبل الولايات المتحدة وشركائها في (قوات سورية الديمقراطية)، وما يبدو عليه التعافي، فيما بعد “الدولة الإسلامية”.

كانت أرصفة شارع الجلاء في وسط المدينة مزدحمةً جدًا بالمتسوقين، يوم الأربعاء، حيث كان من الأسهل المشي في الطريق. في محلٍ صغير يبيع العطور للرجال، يتذكر فواز الخانم، أن رائحة مقاتلي تنظيم (داعش) كانت رائحة مسكية تسمى “السلطان”. وفي داخل السوق المغطى، حيث قام تنظيم (داعش) بوضع سياراتٍ مفخخة، كانت المحال التجارية مليئة، والنساء يشترين الفساتين الملونة، ويرتدين الجينز الممزق.

لا شيء في الشرق الأوسط يظهر بالضبط كما يبدو. كلّ انتصارٍ يفتح الباب أمام مشكلةٍ جديدة، ولكن أكبر عقبة لا يمكن التغلب عليها هي ما يشير إليه الخطاب العدواني.

في يوم الأربعاء 7 شباط/ فبراير، بينما كانت القوات المدعومة من تركيا تقوم بإطلاق النار على نقطة تفتيشٍ تابعة لـ (قوات سورية الديمقراطية)، اصطفت عشرات الشاحنات في طابور الانتظار للعبور من منبج إلى المنطقة الخاضعة لسيطرة تركيا، وسمح النظام السوري للمتظاهرين الأكراد بعبور أراضي النظام للوصول إلى عفرين، وفي وقتٍ لاحق من اليوم، كانت القوات الموالية للنظام تهاجم الأكراد في أماكن أخرى، وبينما كان السياسيون الأتراك يزمجرون على أميركا، واصلت الجيوش التركية والأميركية اتصالها المنتظم.

لقد كانت القوات الكردية السورية شريكًا شجاعًا لأميركا، ولكنها أيضًا شريك غير مريح. إن التخلي عنهم سيكون خطأً شنيعًا، ولكن سيكون من الخطأ أيضًا السماح لهذا الصراع متعدد الرؤوس والمشكلات أن يستمر في التفاقم. لقد قام الجيش الأميركي بعمله في سورية. والآن حان الوقت للدبلوماسية الصلبة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*): لم تكن منبج في أي يوم مدينة كردية، حتى الأحزاب الكردية القومية لا تدعي ذلك، ومعظم سكانها (نحو 95 في المئة) من العرب.

اسم المقالة الأصلي
It’s time to untangle the mess in Syria. Here’s how to do it.

الكاتب
ديفيد إغناطيوس، David Ignatius

مكان النشر وتاريخه
واشنطن بوست، The Washington Post، 7/2

رابط المقالة
https://www.washingtonpost.com/opinions/global-opinions/its-time-to-untangle-the-mess-in-syria-heres-how-to-do-it/2018/02/07/20b976dc-0c55-11e8-8b0d-891602206fb7_story.html?utm_term=.2c150482f564

عدد الكلمات
722

ترجمة
أحمد عيشة

أحمد عيشة
[ad_1] [ad_2] [sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]

جيرون