on
مجلة فرنسية: روسيا والأسد يخططان لإخراج إيران من سوريا تحقيقاً لأهدافهما
السورية نت - مراد الشامي
تحدثت مجلة "كوزور" الفرنسية، عن مشروع جديد تخطط له روسيا ونظام بشار الأسد، يهدف إلى إخراج إيران من سوريا، وذلك في أعقاب تنفيذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوعده، بإعلانه الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني.
وبدأت الولايات المتحدة الأمريكية استراتيجية جديدة في التعامل مع إيران بعد الانسحاب من الاتفاق النووي، أعلن عنها وزير الخارجية مايك بومبيو، اليوم الإثنين، والتي هدفت بشكل رئيسي إلى تقويض نفوذ إيران لا سيما في سوريا.
وبات الوجود الإيراني في الأراضي السورية موضع نقاش بين الأطراف القوية الفاعلة في سوريا، وخلال هذا الأسبوع طُرح خروج قوات إيران مرتين، الأول بدعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي قال لرأس النظام بشار الأسد خلال لقائه في سوتشي، إنه ينبغي سحب القوات الأجنبية من سوريا، بما في ذلك التابعة لإيران، والثاني بدعوة بومبيو لإيران، اليوم الإثنين بحسب قواتها أيضاً.
إيران تشغل بال الروسورأت المجلة الفرنسية أن تصريحات بوتين بشأن انسحاب القوات الأجنبية من سوريا، والغموض الذي يلف تقارير الصحافة الروسية عن هذا الموضوع، تُعتبر إشارةً مرسلة تحديداً إلى طهران، وفقاً لما نقله موقع "عربي بوست" عن المجلة.
وأضافت المجلة أنه لكي تصبح الرسالة أكثر وضوحاً، صرح مستشار بوتين المكلف بالتعاون العسكري والتقني، فلاديمير كوجين، منذ ثمانية أيام، أي بعد مضي 24 ساعة من زيارة بنيامين نتنياهو لموسكو، بأن بيع أنظمة الدفاع الجوي إس-300 إلى سوريا ليس من بين اهتمامات موسكو.
وبرر كوجين ذلك قائلاً إن "الجيش السوري لديه كل ما يحتاجه لمواجهة أعدائه"، مع العلم أنه قبل 15 يوماً فقط كانت الحكومة الروسية ترى العكس.
وفي قراءتها لموقف روسيا، قالت المجلة إن الروس قبلوا بالموقف الإسرائيلي وتراجعوا عن صفقة الصواريخ، لأن موسكو تعلم بأن الضربات السورية لا تستهدف جيش النظام، أي أنها تُركز بشكل رئيسي على إيران، ولذلك فإن روسيا لم ترى حاجة في تزويد الأسد بتلك المنظومة للدفاع عن نفسه.
وأضافت أن الانتشار المُكثف للإيرانيين في سوريا لم يعد يشغل بال إسرائيل فحسب، بل روسيا أيضاً.
"إبعاد الحلفاء"ومن الأسباب التي قد تدفع الأسد إلى القبول بخروج إيران من سوريا - وفقاً للمجلة - أنه مع تحقيقه للتقدم الميداني فإنه يسعى إلى إعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل مارس/ آذار 2011، يوم انطلاق الثورة السورية، ولذلك فإنه يرى أن "عليه التخلص أولاً من حلفائه واحداً تلو الآخر، وسيكون الإيرانيون أول من يجب التملص منهم".
وتتعرض طهران حالياً إلى ضغوط شديدة بعد اتهامها بمحاولة نقل الحرب إلى إسرائيل، الأمر الذي أجبرها على التصرف بعجالة لتبعد عن نفسها هذه التهمة.
وجراء التحركات الإيرانية في سوريا، فإن نظام الأسد قد وجد نفسه في ورطة وتصعيد كبير مع إسرائيل، التي طلب وزير دفاعها، أفيغدور ليبرمان من الأسد الابتعاد عن الإيرانيين، قائلاً له: "لن يجلبوا لك سوى الدمار".
الروس يريدون البقاءوأشارت المجلة الفرنسية إلى أنه في حال "أراد الأسد رحيل القوات العسكرية الأجنبية المنتشرة في سوريا، فإن الروس يطمحون إلى أن يظلوا القوة الأجنبية الوحيدة الفاعلة في البلاد. وعلى الرغم من أن ذلك من شأنه أن يتسبب في إثارة التوترات، إلا أنه في الوقت الحاضر يحظى كل من بوتين والأسد بفرصة ذهبية لدفع الإيرانيين خارجاً"، وفق قولها.
ورأت المجلة أن ما آل إليه الوضع في سوريا، بات يصب في صالح إسرائيل. ففي ظل الظروف الحالية، بدأت تتشكل ملامح محور ثلاثي يضم كل من موسكو، والأسد، وإسرائيل، إذ أن كلاً منهم لديه أسبابه الخاصة لدفع الإيرانيين وأتباعهم إلى مغادرة سوريا.
وربطت المجلة قضية إخراج إيران من سوريا، بالدعوة التي وجهها الرئيس الروسي بوتين، إلى كل من المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، للقاء في سانت بطرسبرغ، وأضافت: "يبدو أن قضية التواجد الإيراني في سوريا ودفعها إلى سحب قواتها وميليشياتها أو التخفيض في عدد عناصرها، قد أضحت من الآن فصاعداً جزءاً من المفاوضات العالمية مع طهران".
اقرأ أيضا: قانون الأسد رقم 10 بخصوص منازل السوريين يُقلق حتى لبنان
المصدر