العودة إلى عفرين.. مساع تركية لإصلاح الوضع الأمني



يعود مئات النازحين، إلى مدينة عفرين والبلدات والقرى التابعة لها في ريف حلب الشمالي، بعد أن هجروها وفرّوا إلى القرى والبلدات المجاورة؛ بسبب الممارسات القمعية لميليشيا (قسد)، ومعركة (غصن الزيتون) التي شنّها الجيش التركي بمشاركة (الجيش السوري الحر)، التي أنهت وجود الميليشيا فيها.

قال المهندس محمد أبو رانيا لـ (جيرون): إنّ “ميليشيا (قسد) سطَت على منزلي، وعدد من الأراضي التي امتلكها؛ بعد مغادرتي إلى تركيا.. لقد قررت العودة إلى منزلي في مدينة عفرين، بعد اندحار الميليشيا عن أرض مدينتي”.

ويضيف: الوضع هنا ليس مثاليًا، هناك تصرفات من قِبل بعض مسلحي (الفصائل) مقززة، لكنني أحمد الله أني في منزلي الآن، واستطعت إعادة أملاكي إلي.. الأمن يعود إلى المنطقة تدريجيًا، وآمل أن يتحسن الوضع الأمني والخدمي في المدينة قريبًا”.

وكان (الجيش السوري الحر) قد نشر عناصر من الشرطة العسكرية على مداخل ومخارج عفرين، في نيسان/ أبريل الماضي؛ للحدّ من اعتداءات بعض عناصر الفصائل على المدنيين وممتلكاتهم، فيما أقام الجيش التركي في الوقت ذاته حواجز ضخمة لضبط الأمن في المنطقة.

إلى ذلك، قرر أبو محمود العودة إلى مدينته جنديرس، بعد أن نزح إلى بلدة (نبّل) القريبة، إثر إطلاق (غصن الزيتون)، وقال لـ (جيرون): “لقد كان الطريق وعرًا للغاية، سلكته مشيًا على الأقدام.. لقد مشيت نحو أربع ساعات تحت أشعة الشمس، حتى استطعت الوصول إلى قرية (قر زيحل) الخاضعة لسيطرة فصيل (أحرار الشام)، ومن ثم عبرت إلى مدينة جنديرس”.

ويضطر الأهالي للوصول، من مناطق سيطرة قوات النظام أو ميليشيا (قسد) إلى عفرين، إلى سلوك طريقين: أحدهما ترابي (سيرًا على الأقدام) يمر بواد عميق، وينتهي بقرية (قر زيحل)، فيما يسلك آخرون طريقًا معبدًا عبر جبل الأحلام.

يُقدّر آزاد عثمان، عضو المجلس المحلي في مدينة عفرين، أعدادَ العائدين إلى المنطقة بنحو ألف شخص يوميًا، ويقول لـ (جيرون): إن “الجانب التركي وعد بتقديم تسهيلات كبيرة؛ من أجل ضمان عودة الأهالي”، وتوقّع أن “يعود كامل أهالي المنطقة مع حلول عيد الفطر”.

أشار عثمان إلى أن “أعداد الأهالي الذين نزحوا إلى مناطق سيطرة قوات النظام القريبة: نبّل، الزهراء، (وبعض القرى والبلدات التي تحتلها قسد)، خلال معركة (غصن الزيتون)، يُقدر بنحو 150 ألف شخص”، وطالب بـ “زيادة أعداد المعابر ليتمكّن السكان من العودة سريعًا إلى ديارهم”.

اشتكى عثمان من “لصوصية بعض عناصر فصائل المعارضة التي تسيطر على المنطقة، واستمرارها بعمليات التعفيش، إضافة إلى مداهمتها لمنازل الأهالي في الليل، بذرائع واهية”، لكنه أشار إلى أنّ “هناك وعودًا من الجانب التركي بنشر قوات الشرطة في مدن وبلدات المنطقة، بدءًا من يوم غدٍ الخميس، إضافة إلى تفعيل القضاء، وهي خطوات على طريق إعادة الأمن وتفعيل الحياة المدنية”.

وبيّن عثمان أنّ “السلطات التركية تقوم بتسجيل الأهالي الداخلين والخارجين من المدينة، عبر ما يسمى بـ (التوثيق الأمني)، وإعطائهم بطاقات خاصة لتكون وثيقة تثبت عدم علاقة حامليها بميليشيا (قسد)”.

في ما يتعلّق بالجانب الخدمي، أوضح عثمان أنّ “ضخ المياه إلى منازل الأهالي بدأ اليوم، إضافة إلى وجود الكهرباء، والخبز، إضافة إلى حملات النظافة شبه اليومية”، وأشار إلى “توّفر البضائع واحتياجات الناس في أسواق المدينة بشكل كبير”.

وأعلنت القوات التركية، في 23 آذار/ مارس الماضي، السيطرة على كامل منطقة عفرين، بعد نحو شهرين من عملية (غصن الزيتون)، التي انطلقت في 22 كانون الثاني/ يناير الماضي؛ بهدف طرد مسلحي ميليشيا (قسد) من المنطقة.

تقع منطقة عفرين على ضفتي نهر عفرين في أقصى شمال غربي سورية، وهي تحاذي مدينة إعزاز من جهة الشرق، وإلى الجنوب الغربي تقع محافظة إدلب، وتحاذي الحدود التركية من جهة الغرب والشمال. وهي منطقة جبلية تبلغ مساحتها نحو 3850 كم مربعًا أي ما يعادل 2 بالمئة من مساحة سورية، ويبلغ عدد سكان منطقة عفرين 523,258 نسمة، حسب إحصائيات مؤسسات النظام عام 2012.


منار عبد الرزاق


المصدر
جيرون