الدرر الشامية تكشف الجهات المسؤولة عن عمليات الاغتيال والاختطاف في إدلب


دخلت حالة الانفلات الأمني في محافظة إدلب والريف الغربي لحلب المجاور لها مرحلة جديدة، فقد تطورت خلال الأيام الماضية إلى عمليات سرقة سلاح ثقيل تابع لجيش المجاهدين، وكذلك اختطاف ناشط جنوب إفريقي من منظمة إسلامية تعمل على تقديم دعم طبي لمشفى في مدينة دركوش بريف إدلب الغربي، بالإضافة إلى انتشار غير مسبوق لجثث مجهولين تمت تصفيتهم في مناطق متفرقة بريف إدلب الجنوبي والشمالي.

وأجرى مراسل شبكة  حوارًا خاصًّا مع المسؤول الأمني في حركة أحرار الشام الإسلامية "أبو الفداء"، وكذلك المسؤول الأمني في جيش الفتح "أبو الحارث" من أجل الحصول على معلومات تتعلق بالجهات التي تقف وراء عمليات الاغتيال وزعزعة الأمن ، واللذان أكدا بدورهما أن العمليات التي تستهدف مناطق الشمال المحررة تنقسم إلى ثلاثة أقسام، وتقف خلفها جهات مختلفة.

وأكد "أبو الفداء" أنه تم خلال الأسابيع الماضية القبض على أكثر من 6 خلايا، آخِرها -مؤلفة من 5 أشخاص- كانت تحاول زراعة عبوات ناسفة بالقرب من مشفى باب الهوى الحدودي، وغالبية هذه الخلايا تعمل لصالح تنظيم الدولة، ومنخرطة في صفوف تنظيم جند الأقصى، والنسبة الأقل من الخلايا المقبوض عليها تعمل لصالح النظام السوري ومتورطة في إعطاء معلومات وإحداثيات من أجل تسهيل مهام الطيران الحربي التابع للنظام وروسيا.

وأفاد "أبو الحارث" المسؤول الأمني في جيش الفتح أنه تم إلقاء القبض مؤخرًا على عدة خلايا، بينها خليتان تابعتان لتنظيم الدولة، ويتلقون الأوامر بشكل مباشر من جهازه الأمني، وتدربوا في مناطق سيطرة التنظيم وقَدِموا إلى المناطق المحررة عبر البادية من أجل تنفيذ مهام محددة في الشمال السوري رفض الكشف عن طبيعة تلك المهام لضرورات أمنية.

وأضاف "أبو الحارث": "ولعملاء نظام الأسد نصيب من الخلايا النشطة في مناطقنا، حيث ألقينا القبض على أكثر من 20 مخبرًا يعملون لصالح النظام؛ يقومون بتقديم الإحداثيات والتقارير، وتم إعدام 8 أشخاص منهم، وحاليًّا سيتم تنفيذ الحكم بأكثر من 11 مخبرًا، كما أن جيش الثوار التابع لميليشيات سوريا الديمقراطية له يد أيضًا في زعزعة الاستقرار في الشمال السوري، وألقينا القبض على عدة خلايا تابعة له".

ومن جانبه أشار "أبو الفداء" إلى أن الجهاز الأمني في أحرار الشام سيكشف قريبًا عن تفاصيل التحقيقات مع المتورطين في عمليات اغتيال وخطف سواء العاملين ضِمن الخلايا التابعة لجند الأقصى المتعاونة مع تنظيم الدولة، أو الخلايا المتعاملة مع النظام السوري، مشددًا على أنهم يركزون حاليًّا على تطوير التعاون بين مختلف الفصائل للوصول إلى نتائج أمنية أفضل.

وشهد ريف محافظة إدلب الجنوبي قبل عدة أسابيع عمليات اغتيال متكررة من نوع جديد، حيث قام المنفذون بالهجوم فجرًا على حواجز عسكرية تابعة لفيلق الشام وفتح الشام، وفي وقت لاحق حواجز تابعة لجيش إدلب الحر، وقتلوا العناصر المتواجدين بداخلها عن طريق استخدام مسدسات كاتمة للصوت، حيث أدت تلك الهجمات المتفرقة إلى مقتل أكثر من 25 عنصرًا من مختلف الفصائل.

ولقيت حالات الاغتيال والاختطاف وسرقة السلاح التي حصلت مؤخرًا في محافظة إدلب وريف حلب الغربي استنكارًا واسعًا، ومطالبات من قِبل النشطاء للفصائل الثورية بوضع حد لهذا الخلل الأمني، والمزيد من التنسيق بين أجهزتها الأمنية للتوصل إلى الفاعلين.