وكالة الطاقة: سوق النفط تتحسن تدريجاً


أعلنت وكالة الطاقة الدولية أمس ان أسواق النفط العالمية تتحسن تدريجاً مع ارتفاع الطلب بينما يترقب المستثمرون ليروا ما ان كان أعضاء «أوبك» والمنتجون المستقلون سيلتزمون تخفيضات الإنتاج التي اتفقوا عليها كما تعهدوا. وأفادت الوكالة في تقريرها الشهري عن سوق النفط بأن تخفيضات الإنتاج التي أعلنتها «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) و11 منتجاً من خارج المنظمة في تشرين الثاني (نوفمبر) «دخلت فترة التدقيق».

وكانت «أوبك» قررت في تشرين الثاني خفض الإنتاج 1.2 مليون برميل يومياً إلى 32.5 مليون برميل يومياُ في الأشهر الستة الأولى من 2017 ووافقت دول غير أعضاء مثل روسيا وعُمان والمكسيك على تخفيضات قدرها 558 ألف برميل يومياً. وأشارت وكالة الطاقة التي تقدم المشورة للاقتصادات الصناعية المتقدمة بخصوص سياسة الطاقة: «من المبكر جداً رؤية مستوى الالتزام المحقق… السوق تترقب نتيجة اتفاق الإنتاج».

وأشارت وكالة الطاقة إلى ان ارتفاع معدل استهلاك النفط دفعها لرفع تقديراتها لنمو الطلب العالمي على الخام في العام الماضي بواقع 110 آلاف برميل يومياً إلى 1.5 مليون برميل يومياً وهو ما يفوق متوسط معدل النمو المتوقع لهذا القرن والبالغ 1.2 مليون برميل يومياً. وبلغ نمو الطلب العالمي على النفط أعلى مستوياته في خمس سنوات عند 1.8 مليون برميل يومياً في 2015.

وأكدت الوكالة ان إنتاج النفط في الولايات المتحدة ودول أخرى خارج «أوبك» بدأ في الاستجابة لارتفاع الأسعار منذ إعلان تخفيضات إنتاج المنظمة. وأشارت إلى ان إنتاج النفط الأميركي يتعافى بقيادة النفط الصخري مع زيادة نشاطات الحفر وتحسن كفاءة الآبار. وأضافت ان «الأمر لا يقتصر على ارتفاع عدد منصات الحفر فحسب بل هناك تقارير صدرت في الآونة الأخيرة تبين ان إنتاجية النشاط الصخري تحسنت بوتيرة سريعة».

وتوقعت الوكالة لفجوة العرض والطلب انكماشاً متواصلاً لتتماسك الأسعار ويتقلص المخزون إذا ضخت «أوبك» وغيرها من المنتجين كميات قريبة من الحدود التي تعهدوا بها.

وقال وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح ان «أوبك» التي تخفض إنتاج النفط مع روسيا غير العضو في المنظمة للمرة الأولى في سنوات تريد علاقة طويلة الأجل مع موسكو. وقال الفالح لوكالة «رويترز» خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس: «نهدف في أوبك إلى ان تكون العلاقة مع روسيا على أفضل ما يكون للمدى الطويل. التوصل لحل سريع ليس هدفاً كبيراً. نريدها علاقة طويلة الأمد. ينبغي ان نتحلى بالمرونة عندما نتدخل. علاقتنا ستتطور مع الوقت».

وقال كيريل ديمترييف الذي يدير صندوق الاستثمار المباشر الحكومي الروسي البالغة قيمته 10 بلايين دولار إنه يعتقد ان التعاون بين بلاده و»أوبك» على خفض الإنتاج قد يستمر لأعوام بدعم من الاستثمارات عبر الحدود بين السعودية وروسيا.

وكان ديمترييف الذي تحدث في دافوس أول من توقع العام الماضي ان تخفض موسكو إنتاج النفط بالتعاون مع «أوبك».

وقال محمد باركيندو الأمين العام لـ «أوبك» لـ «رويترز» في دافوس ان هناك حاجة لانخفاض مخزونات النفط في أنحاء العالم بما لا يقل عن 270 مليون برميل أخرى على الأقل من أجل الوصول إلى متوسط خمسة أعوام كي تصبح «أوبك» قادرة على القول ان الأسواق أصبحت أكثر توازناً. وأضاف: «الهدف الأساسي هو تسريع خفض المخزونات».

وصعد النفط من أدنى مستوى له في أسبوع بعدما صدور تقرير وكالة الطاقة. وتذبذبت أسعار النفط في العام الحالي مع تحول تركيز السوق من آمال بتقلص تخمة المعروض بفعل تخفيضات الإنتاج التي أعلنتها «أوبك» والمنتجون المستقلون إلى مخاوف من ان تطغى زيادة إنتاج النفط الصخري الأميركي على هذا الخفض.

وأمس صعد خام القياس العالمي مزيج «برنت» في العقود الآجلة 27 سنتاً إلى 54.19 دولار للبرميل بعدما أنهى الجلسة السابقة على انخفاض 2.8 في المئة. وجرى تداول خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العقود الآجلة بارتفاع 25 سنتاً إلى 51.33 دولار للبرميل بعد انخفاضه لأدنى مستوى في أسبوع أول من أمس عند 50.91 دولار للبرميل.

وأرسلت بيانات المخزونات الصادرة من الولايات المتحدة المزيد من المؤشرات المتباينة إذ أظهرت بيانات معهد البترول الأميركي ان مخزونات النفط الخام انخفضت بواقع 5.04 مليون برميل في الأسبوع المنتهي يوم 13 كانون الثاني (يناير) وهو ما يتجاوز كثيراً توقعات بانخفاضها 342 ألف برميل.



صدى الشام