النظام يدعو أهالي الوعر الحمصي للتسوية والمؤيدون يتوعدون


أسامة أبو زيد: المصدر

يسير اتفاق حي الوعر الحمصي وفق البنود التي تم التوافق عليها من قبل لجنة الحي ولجنة نظام بشار الأسد بوجود الضامن الروسي له، حيث قامت لجنة تفاوض حي الوعر بإخراج دفعة مكونة من 2000 شخص من أهالي حي الوعر إلى مدينة جرابلس في ريف حلب الشمالي، على أن تتبعها دفعات أخرى في مطلع كل أسبوع.

في الوقت نفسه فتح النظام باب التسويات والعودة تحت “سقف الأسد” لمن أراد ذلك أو الرحيل عن أرضه، وفق ما تراه روسيا التي قالت عن أهالي حي الوعر “أنتم معتدلون، ووطنيون، بل وبرغامتيين بما يكفي للتأقلم مع كل واقع، ونريدكم أن تبقوا تحت سلطة الأسد”.

ونسيت روسيا أن أهالي حي الوعر معارضون لبشار الأسد قاتل الأطفال، الذي رهن البلاد للخارج، ودمر منازلهم وحاصرهم لأكثر من ثلاث سنوات متواصلة، ويفضلون الخروج من أرضهم على أن يبقوا تحت سلطة هؤلاء المجرمين، ما يبرر وجود أعداد كبيرة لأشخاص يرغبون بالخروج من حي الوعر وقد تجاوز عدد المسجلين أكثر من 15 ألف شخص.

في السياق، تخرج أصوات من قبل المؤيدين لنظام بشار الأسد تتوعد بأهالي حي الوعر وتظهر كم الحقد والكره الدفين لهم من خلال صفحات التواصل الاجتماعي المتابعة من قبل آلاف الأشخاص.

“نادي شباب حمص” الصفحة المعروفة بطائفيتها نشر مديرها “ماهر” معبراً عن غضبه من عناصر “الجيش العربي السوري” الذين قاموا بإدخال الألبان والخضار والفواكه لأهالي حي الوعر بعد حصار ثلاث سنوات كما ينص الاتفاق المبرم، وتابع “ماهر” في منشوره أنه يشعر بالكره ومشاعر لا إنسانية تجاه أهالي الحي لتهال على منشوره عشرات التعليقات التي تعبر عن حجم الحقد والكره من قبل هؤلاء الموالين لأهالي الحي من خلال عبارات كتبوها كـ “سم الهاري, دسوا لهم السم في طعامهم, ناقصن علف، إن شاء الله سم الموت”، وختم عمار “بدن كلور وكيماوي هدول”.

عادةً ما تقوم مثل هذه الصفحات بالتهديد والوعيد لأهالي حي الوعر ونعتهم بالإرهابيين والتحدث بعبارات طائفية للكثر من المناطق المعارضة التي ثارت على نظام الأسد الظالم.

في المقابل يروج إعلام النظام أن عدد من قام بالتسوية في حي الوعر قد تجاوز الـ 500 شخص، ويطالب أهالي حي الوعر البقاء في حي الوعر وعدم الخروج من الحي، الأمر الذي يراه متابعون للاتفاقات التي تجري على الأراضي السورية والتي يحاول النظام من خلالها تجنيد شبان هذه المناطق في ميلشياته وجيشه والقتال في باقي المناطق الأخرى.

على مدى ستّ سنوات مضت، استطاع فيها الشعب السوري إدراك وحشية النظام السوري القاتل من خلال ما قام به من ممارسات همجيةٍ ضده، والآن بدأ النظام بإخفاء مخالبه لتحقيق ما يضمره لهذا الشعب الأمر الذي يفضحه به المؤيدون بعد أن أصبحوا شبيحةً له ويعملون ضمن ميليشياته المقاتلة.





المصدر