منتدى بردى: الصراع في -وعلى- سورية إلى أين


جيرون

عُقدت في الدوحة الندوة الأولى لمنتدى بردى للحوار، في 15 نيسان/أبريل 2017، ألقى فيها الدكتور رياض حجاب، رئيس الهيئة العليا للمفاوضات، محاضرة عنوانها “الصراع في -وعلى- سورية إلى أين؟”، تناول فيها الوضع السياسي، الإقليمي والدولي، المحيط بالصراع في سورية وعليها، وتطوراته الأخيرة، والمتوقعة مستقبلًا، ولا سيما موقف الإدارة الأميركية من الصراع في سورية، وعودة انخراطها في هذا الصراع، كذلك تناول موضوع المفاوضات في جنيف، ونتائجها، ومستقبلها.

وقد حلل الدكتور حجاب في حديثه جوانب ضعف المعارضة وتشرذمها، وشدد على ضرورة جمع طيف المعارضة، السياسية والعسكرية والمجتمع المدني، في جسم واحد، وأن يكون في الداخل السوري، وليس في الخارج. وهذا هو الهدف الاستراتيجي الأهم بالنسبة إلى المعارضة، وأن قوة المعارضة على الأرض تمنحها القوة على طاولة المفاوضات؛ فإن لم تكن قوية على الأرض، فلن يكون لها وجود، وأبرز سؤال مطروح الآن، هو: من سيحل محل “داعش” في الرقة ودير الزور، هل ستحل ميليشيا “البيدا” الكردية، فرع الـ “بي كي كي” التركي، والمتحالف مع النظام، أم النظام ذاته، أم المعارضة؟

لذلك؛ على المعارضة أن تعمل لملء الفراغ الذي سيخلقه طرد “داعش” والقاعدة من سورية، وهذا يتطلب منها أن تكون شريكًا فاعلًا للمجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب، وعلى المعارضة السورية أن تستوعب درس العراق؛ إذ تسعى -الآن- القوى الكردية، من جهة، والحشد الشيعي، من جهة أخرى، للسيطرة على المناطق التي يُطرد منها تنظيم “داعش”.

ثم أغنى عدد من الحضور الندوة بمداخلات وأسئلة خلقت تفاعلًا بين الحضور والمحاضر، أجاب في أثنائها الدكتور حجاب عن الأسئلة، وتبادل والمتفاعلين الآراء، في مناقشة بناءة أسبغت على الندوة فضاءً حيويًا مريحًا.
وكان الأستاذ سمير سعيفان، المدير التنفيذي لمركز حرمون للدراسات المعاصرة، قد افتتح الندوة بكلمة، أوضح فيها أن “منتدى بردى للحوار” أحد منتديات مركز حرمون للدراسات المعاصرة، وهو منتدى مستقل، شأنه في ذلك شأن مركز حرمون، لا يمثل أي جهة سياسية..

وأنّ منتديات الحوار، والصالونات المتخصصة، المنبثقة -جميعها- من مركز حرمون للدراسات المعاصرة، شبكة تهدف إلى إنعاش الحوار بين السوريين، وتنميته بعد مرحلة جفاف مرت بها سورية خلال نصف قرن مضى، ضعفت في أثنائها تقاليد الحوار وثقافته، مثلما ضعفت روح العمل الجماعي بين السوريين؛ إذ سعى النظام لتذرير المجتمع وتشظيته، وترويج ثقافة الخلاص الفردي، وفق مقولة “ربي أسألك نفسي”، ولا سيما أن سورية تمر اليوم بكارثة لم يسبق لها مثيل؛ إذ باتت أرضًا للصراع الإقليمي والدولي، وشعبها يدفع الثمن. وقد أضاف الصراع تعقيدات كثيرة تتطلب كثيرًا من الحوار بين قوى المجتمع السوري ونخبه. وسورية مقبلة لا محالة نحو مرحلة جديدة ستختلف جذريًا عن سابقاتها.




المصدر