ما حقيقة ضلوع مخابرات النظام بنشر المخدرات والحشيش؟


 

لم تعد مظاهر سيطرة النظام على مناطقه تقتصر على مضايقة الأهالي بالضغط الأمني والاعتقالات من قبل عناصر الميليشيات والأفرع المخابراتية، بل وصل الأمر إلى إدخال ما يؤدي إلى تخريب جيل الشباب والمراهقين ممن تبقوا في البلاد، وذلك عن طريق إشاعة المخدرات، والسماح ببيعها بشكل علني في كثير من المناطق والأحياء.

 

انتشار الظاهرة في حماة

 الناشط الميداني في حماة زيد المعروف، قال لـ صدى الشام إن المدينة شهدت انتشاراً كبيراً لبيع المخدرات والحشيش وبشكل علني منذ شهرين وحتى اليوم، وعلى نطاق واسع للغاية بين طبقات الشباب وخاصة في الجامعات وفي المدراس الثانوية والإعدادية وفي الكثير من أحياء المدينة، واستهدفت فئة المراهقين بشكل خاص.

وأضاف أنّ ضباطاً برتب عالية من فرع المخابرات الجوية والأمن العسكري عملوا على إدخال كميات كبيرة من الحشيش والمخدرات إلى مدينة حماة عن طريق محافظة حمص والتي جاءتها هذه “البضاعة” من لبنان، ومن ثم عمل هؤلاء الضباط على تجنيد عناصرهم المتطوعين في ميليشات النظام، من سكان مدينة حماة، لبيع المخدرات وتوزيعها على معارفهم وأقربائهم للمتاجرة بها مع ضمان تغطية أمنية للمحال والجهات التي تقوم ببيع هذه البضاعة، وتأمين عناصر من الطلبة الجامعيين وطلبة المدراس لبيعها بين الشباب المراهقين.

ووصل الأمر في بعض الأحياء التابعة لقطاع الأمن الجوي، لبيع هذه المخدرات بشكل علني، حيث إنك ما إن تدخل إلى هذا الحي إلا وتجد أطفالاً صغاراً يندفعون لعرض ما لديهم من سجائر تحتوي على غرام أو غرامين منه، أو حشيش يمكن وضعه في النرجيلة، أو مخدرات “بودرة” للشم.

 

أطفال يبيعون المواد المخدرة

 بدوره قال عمر أبو الورد، الناشط الحقوقي الموثّق لانتهاكات حقوق الأطفال في مدينة حماة، إن ميليشيات وعناصر من فرع المخابرات الجوية من التابعين للمدعو “علي الشلّة” وغيرهم، عمدوا إلى تجنيد العائلات الفقيرة والنازحة للترويج هذه الآفة، عبر ترغيبهم بالمكاسب المادية التي يمكن أن يحققوها، كما تم التركيز على فئة الأطفال ممن هم دون سن الثانية عشرة لعدم إدراكهم لخطورة ما يقومون به ولجهلهم بالمصدر الرئيس لتلك البضاعة، فيما إذا تم متابعة الأمر من قبل الجهات المختصة.

وأضاف أنه توصل وبشكل تقريبي إلى توثيق عمليات تجنيد أكثر من 50 طفلًا دون سن الثانية عشرة في كثير من الأحياء والأسواق في مدينة حماة لبيع المخدرات والحشيش، بالإضافة لأكثر من 30 يافعًا دون سن الثامنة عشرة، بينما لم يعرف عدد المروجين لهذه المواد المخدرة من البالغين، غير أنه تم التحقق من أن “المخابرات الجوية في حماة هي محور نشر المخدرات في المدينة، وذلك عبر تسهيل عمليات البيع والشراء العلنية في مناطقهم، دون أن يسمح للشرطة ولمكافحة المخدرات بالاقتراب من تلك المناطق، لكونها تحت سيطرتهم ومن قطاعاتهم المسؤولين عنها”.

 

في دمشق أيضاً

 وسجّلت هذه الظاهرة انتشاراً في محافظات سوريّة أخرى، ففي العاصمة دمشق، كانت الصيدليات هي مقصد المدمنين والشباب لتعاطي “المخدرات”.

وأشار الناشط الميداني في دمشق سهير الحسيني، إلى أن العديد من الصيدليات المعروفة ضمن المناطق الحيوية في دمشق، والواقعة أصبحت مصدراً لشراء العقاقير المخدرة، دون أن يحدد الناشط نوع العقاقير إن كانت تدخل ضمن المستحضرات الطبية (شراب السعال سيمو مثلاً) أم المخدرات المعروفة.

وأشار إلى أن ذلك يتم وسط غياب أي سلطة رادعة، لافتاً إلى أن بعض الصيدليات في أحياء المزة وجرمانا والسيدة زينب، تحولت إلى نقاط معروفة للشباب المدمن علناً، خاصة في أيام المناوبات الليلية.

 

بلا رادع

في مدينة حمص، وخاصة في المناطق الموالية للنظام كحيي الزهراء والنزهة، أصبح معتاداً غياب القانون في ظل سيطرة العناصر الميليشياوية على المنطقتين بشكل كامل.

وقد أصبحت تلك المناطق بحسب إفادات من ناشطي مدينة حمص مراكز توزيع للحشيش والمخدرات للكثير من المناطق والمدن السورية الأخرى كطرطوس واللاذقية، فلا وجود لرادع أمني يمنعهم من العمل بتلك المواد، كما أنّه يدرّ الكثير من الأموال على من يعملون في هذا المجال هناك.

 

دور ميليشيا حزب الله

 ولا تستثنى من هذه الظاهرة مناطق الساحل السوري، فشبيحة النظام وعصاباته تشكّل أكبر ميليشيات لبيع وتجارة المخدرات في تلك المناطق، ويؤكد نشطاء في مدينتي طرطوس واللاذقية، أنّ إدخال الجزء الأكبر من المخدرات والحشيش الداخل إلى سوريا وخاصة مناطق الساحل السوري ومدينة حمص، يتم عن طريق عناصر حزب الله اللبناني، بالاتفاق بين كبار ضبّاط النظام والمسؤولين الأمنيين في الحزب.

ومن الملاحظ أن الكميات الكبيرة من المواد المخدرة المختلفة التي تدخل بشكل دوري إلى سوريا، لا يمكن لعمليات تهريب عادية أن توصلها إلى الداخل، لولا أنها تحت تجري بعلم جهات نافذة في النظام وبتنسيق كبير مع تجّار الحشيش الذي يتم نقله عبر شاحنات وسيارات خاصة من مدينة لأخرى، دون أن يتم توقيفها على أي حاجز من حواجز النظام المنتشرة في جميع أنحاء المناطق الموالية.



صدى الشام