بريد العتيبة يكشف أدوار الإمارات وعلاقتها بمؤسسة موالية لإسرائيل


كشفت تسريبات البريد الإلكتروني المخترق للسفير الإماراتي بواشنطن يوسف العتيبة عن وجود علاقة وثيقة بين الإمارات ومؤسسة موالية لإسرائيل، وعن مساع إماراتية لتشويه صورة قطر والكويت، فضلا عن دور إماراتي في محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا ومحاربة الحركات الإسلامية.
وكان العتيبة قد قال في منتدى عن التحديات التي تواجهها المنطقة نظمه مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية بواشنطن مطلع عام 2016، إن الإمارات تخوض حربا ضد الحركات المتطرفة في كثير من الدول، معتبرا أنها تمثل الأمل بشرق أوسط جديد يسوده الاستقرار والفرص والتسامح في محيط إقليمي هو الأصعب.
ومن بين الرسائل المسربة جدول أعمال مفصل لاجتماع بين مسؤولين من الحكومة الإماراتية على رأسهم ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، ومديرو مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الموالية لإسرائيل، وهي مؤسسة نافذة لدى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، حيث طلبت المؤسسة من العتيبة لقاء مع القيادي السابق بحركة فتح محمد دحلان.
وتداولت الرسائل مقالا يتهم الإمارات ومؤسسة موالية لإسرائيل بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا صيف العام الماضي. وحسب الرسالة، فإن العتيبة رد على المقال “يشرفني أنني أعمل إلى جانبكم”.
كما كشفت الرسائل اتصالا إماراتيا أميركيا لمنع عقد مؤتمر لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في العاصمة القطرية الدوحة. ووفق الرسالة، قال السفير الإماراتي مازحا “ألا يجب تغيير مكان القاعدة الأميركية في قطر؟”.

 

وكشفت الرسائل الإلكترونية المقرصنة من حساب العتيبة عن جدول أعمال مفصل لاجتماع مرتقب الشهر الجاري بين مسؤولين من الحكومة الإماراتية وبين مديري مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، يتضمن تقييما مشتركا للتغيرات التي حدثت في القيادة السعودية، ووضع خطة لدعم استقرار السعودية وإنجاح التوجهات الجديدة هناك.

تشويه قطر والكويت
وأظهرت التسريبات أيضا أن السفير الإماراتي كان يعمل على تشويه قطر وتحجيم دورها الإقليمي والتحريض على استهدافها أمنيا وسياسيا واتهامها إلى جانب الكويت بتمويل العمل الإرهابي.
ومن الأمثلة على ذلك، الكشف عن رسالة واردة للسفير من مدير شركة العلاقات العامة “هاربر غروب” ريتشارد مينتز، حيث يدعو فيها مينتز السفير العتيبة إلى قراءة مقال على موقع مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات تحت عنوان “ممولو الإرهاب يعملون بشكل علني في قطر والكويت”.

وقال الخبير القانوني والمحامي محمود رفعت إن التسريبات بمثابة إثبات حي لما وصفه بـ”جرائم الإمارات التي ترقى إلى أن تصبح جرائم ضد الإنسانية”.
وأضاف في حديث للجزيرة أن الإمارات فتكت بشعوب بأكملها منها الشعبان الليبي واليمني تحت مسمى محاربة الإخوان المسلمين، كما جرى أيضا تفريغ وتدمير سيناء لتسليمها إلى إسرائيل التي فُتح لها منظمة الطاقة البديلة في أبو ظبي “ليُرفع من خلالها علم إسرائيل”.
وحذر إعلاميون خليجيون من أن تؤدي تسريبات بريد السفير الإماراتي في واشنطن إلى الإضرار بمجلس التعاون لدول الخليج العربي إلى حد تفككه، وقالوا إن المجلس بات على المحك، معتبرين أن اتهام قطر والكويت بدعم الإرهاب أمر مؤلم للغاية.



صدى الشام