في ظل فقرهم.. أزمة المياه والكهرباء تعصف بأهالي ريف حلب الشمالي


أسامة أبو زيد: المصدر يعاني أهالي ريف حلب الشمالي “المحرر”، الذي تسيطر عليه فصائل “درع الفرات”، من أزمة مياه وكهرباء شديدة، لا يستطيع التعايش معها إلا من يملك المال الكثير، حيث تعيش عشرات المناطق دون شبكة مياه شرب أو مياه ضخ بالإضافة إلى حرمان تلك المناطق من الكهرباء بعد منع النظام وصول هذه الحاجات الرئيسية إلى الأهالي في تلك المناطق. ما بين شراء الأمبيرات من المولدات المشتركة، وشراء براميل المياه من صهاريج الضخ من جهة أخرى، تأتي مشكلة المياه المعدنية الصالحة للشرب، وهي الأغلى ثمناً والأكثر استهلاكاً في تلك المناطق. يدفع “بلال” 2000 ليرة سورية ليملأ خزانه الذي يقدر بـ 2000 لتر، فلا يكفي أسرته أسبوعاً واحداً، ليعيد الكرة أربع أو خمس مرات شهرياً، لا تخلو من معاناة تأمين صهريج المياه ورفع الخرطوم إلى السطح وغيرها من المعضلات. وتحدث “بلال” لـ “المصدر” قائلاً “نحتاج لمياه شرب معدنية لأن مياه الخزانات والصهاريج لا تصلح للشرب، وقد تسببت بحالات مرضية كثيرة، لذا نشتري أيضاً قوارير مياه معدنية صالحة للشرب ندفع ثمن 20 لتراً 1000 ليرة سورية، ليصبح رصيدي الشهري 10000 ليرة سورية من أجل مياه الشرب و 10000 ليرة سورية من أجل مياه الخزان والاستخدام المنزلي”. وتابع “بلال”: “هنا لا نستطيع الاعتماد على الآبار الارتوازية والغطاسات بسبب قلتها وفقدانها في بعض المناطق بسبب شح المياه الجوفية فيها، بالإضافة للتكلفة الكبيرة لتأسيس البئر وحفره”. أما “أبو حذيفة” الذي يعاني من كهرباء المولدات وأمبيراتها، قال: “هنا لا نستطيع العيش دون كهرباء المولدات بسبب انقطاع الكهرباء النظامية عن هذه المناطق، حيث يحتاج المنزل الواحد من 2 إلى 4 أمبير شهرياً، يستطيع من خلالها إنارة المنزل وشحن الكهربائيات وغسل الملابس وتشغيل ثلاجة المطبخ وغيرها من مستلزمات المنزل”. وأضاف “أبو حذيفة” لـ “المصدر”: “ندفع ثمن الأمبير شهرياً 6000 ليرة سورية، مقابل أمبير واحد، ومن يحتاج ثلاثة أمبير يدفع 18000، حتى تأتي الكهرباء لديه مدة 12 ساعة يومياً، لا تخلو من انقطاع الأعطال ومشاكل التحميل على المولدات المشتركة”. وتابع “إن ألواح الطاقة الشمسية الكبيرة تعد أحد الحلول لمشكلة الكهرباء، لكن كثرة أعطالها وغلاء ثمنها وعدم قدرتها على تشغيل بعض الأدوات الضرورية لعمل المنزل تقف حيال اقتناؤها، لدى الكثير من المنازل تعتمد على شحن البطاريات التي تعمل على الإنارة الليلية بواسطة اللدات”. هذا واستطاعت السلطات التركية تأمين الكهرباء والماء لبعض المدن والقرى المجاورة لحدودها، كمدينة جرابلس، وهناك وعود بتغطية باقي المناطق، ومد خطوط الكهرباء والمياه إليها. كما يعاني سكان مناطق ريف حلب الشمالي من أزمة اقتصادية شديدة تواجههم نتيجة الحروب المتتابعة في مناطقهم ونزوحهم، تسببت بفقرهم، واليوم هم مطالبون بدفع مبالغ كبيرة مقابل حاجات تعد أكثر من ضرورية لاستمرار الحياة في تلك المناطق.



المصدر