وضع المرأة في مناطق النظام يزداد انحدارًا


آلاء عوض

أكدت دراسة اجتماعية صادرة عن (مركز حرمون للدراسات المعاصرة) بعنوان (مصائر المرأة السورية في ظل الحرب، في المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام)، أن وضع المرأة السورية، في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، يزداد انحدارًا، على المستويات كافة؛ “إذ تشهد المرأة في مناطق النظام تراجعًا على الصعيد الصحي (تردي الرعاية الصحية الخاصة بالمرأة)، المعيشي، التعليمي، النفسي والاجتماعي،  فضلًا عن ارتفاع نسبة الإصابات بالأمراض الجنسية في مناطق النظام، نتيجة الانحلال الخلقي الممنهج من ميليشيات النظام وانتشار الدعارة، وارتفاع نسب الاغتصاب في المناطق التي تدخلها ميليشيات النظام والحليفة لها، إضافة إلى انتشار ظاهرة الشذوذ الجنسي”.

السيدة ناديا. م، من اللاذقية، قالت لـ (جيرون): “تحولت بعض النساء في اللاذقية إلى أدوات متعة بأيدي الأثرياء، من الضباط وأبنائهن، ومعظمهن لا يقمن بأدوارهن الطبيعية، استسلمن لصعوبة الظرف ومحدودية الخيارات”.

أضافت: “الانحلال الأخلاقي الذي تعيشيه الكثير من الفتيات في اللاذقية ناتجٌ عن انعدام القنوات النظيفة، حيث لم يتبقَ لمعظم النساء هناك أي فرصة سليمة للعيش، فقد تراجع التعليم بينهن لأسباب كثيرة، أولها اعتقادهن بعدم جدوى الشهادة الجامعية، كما أن الدخل، في حال وجد، لم يعد كافيًا لسد أدنى الاحتياجات، أما الزواج فلم يعد متاحًا بينهن، لعدم توفّر الرجال”.

اعتبرت دراسة (حرمون) التي صدرت في تموز/ يوليو الماضي، وأضاءت على وضع النساء في مناطق النظام، بشكل عام، أن قسوة الظرف المادي ووصول المرأة إلى حالات غير مسبوقة من الفقر والتشرد والبطالة دفعها أحيانًا إلى الجنوح نحو أعمالٍ خاطئة، “وتجاه تلك التركة الثقيلة التي ولدتها الحرب وغياب المؤسسات المتخصصة التي يُفترض في حال وجودها أن تستقرئ استقراء صحيحًا وضع المرأة السورية عمومًا، والمرأة المُعيلة خصوصًا”؛ اندفعت “الكثيرات إلى العمل في الأعمال الهامشية أو الانزلاق في الأعمال المنحرفة، وأحيانًا الإجرامية”.

تعتقد ناديا التي تركت اللاذقية، وسافرت إلى تركيا لشعورها بعدم جدوى حياتها هناك أنه “كان بإمكان النساء في مناطق معاقل النظام (اللاذقية، طرطوس)، إيجاد خيارات أخرى، وعدم الاستسلام لقسوة الظرف، فبنات اللاذقية شخصيتهن قوية، ولا تنطبق عليهن قواعد المجتمع الشرقي الذي يمنع المرأة من السفر أو مواجهة سلطان الأهل”.

وأضافت: “معظم صديقاتي اللواتي كانت تربطني بهن علاقة قوية هناك، تحوّلن إلى نمطٍ غريبٍ جدًا لا يشبههن في السابق، أتابع أخبارهن على مواقع التواصل الاجتماعي، لأرى صورهن مع (شبيحة) النظام في مطاعم وفنادق فخمة وسيارات فارهة، هن لا يعملن ولا يدرسن ولا يقمن بأي شيء مفيد”.

بدورها، رأت المختصة الاجتماعية هناء محمد أن المرأة في تلك المناطق ضحية، مثلها مثل كل فئات المجتمع الأخرى، وقالت لـ (جيرون): “لم تعتد المرأة في كل الجغرافيا السورية على اتخاذ قرار مصيري، وظرفها في اللاذقية ربما يكون أكثرَ حساسية؛ حيث عوملت كتابع لسطوة عسكرية ومادية، ربما تكون تكلفة الوقوف في وجهها باهظة”.

وأردفت: “لا شك أن تراجع الوضع الاقتصادي رمى بحمولته على النساء، في تلك المناطق أيضًا، ما دفع قسمًا كبيرًا منهن إلى العمل بمهن قاسية لا تلائم النساء، علاوةً على الابتزاز الذي ربما يطالهن من أفراد أسرتهن المقرّبة، إلا أن مرور أكثر من 6 سنوات على تلك الحال يعدّ كافيًا لهن، لإعادة تقييم الموقف ورسم طريق مختلف”.




المصدر