مسؤول إسرائيلي: قرار ترامب يضعف موقف إسرائيل في موضوع القدس



السورية نت - رغداء زيدان

يأمل رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، أن يتمكن من توظيف الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، لحصد المزيد من الاعترافات الدولية المشابهة. ولكنّ دبلوماسياً إسرائيلياً سابقاً، رأى أن هذا الأمل، بعيد المنال.

وقد ابتهجت حكومة الاحتلال الإسرائيلية بقرار الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، الذي أصدره الأربعاء. وباتت الولايات المتحدة الأمريكية، الدولة الأولى في العالم التي تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتأمل إسرائيل بالمزيد.

ويقول "أوفير جندلمان"، المتحدث بلسان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، إنه متفائل بحذو العديد من الدول حذو واشطن.

وأضاف "جندلمان" يقول: "لا شك بأنه بعد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وربما قبل ذلك ستقوم دول كثيرة أخرى بنقل سفاراتها إلى المدينة".

وأشار إلى أن "إسرائيل تدعو الدول الأخرى إلى اتخاذ نفس الخطوة الأمريكية ". وتابع المتحدث الإسرائيلي: "نحن على اتصال مع عدة دول ستقوم بخطوة مشابهة".

ولم يذكر المسؤول الإسرائيلي أسماء هذه الدول التي يتوقع أن تقوم بهذه الخطوة. ولكن المدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية "أوري سافير"، يختلف مع "جندلمان" فيما ذهب إليه.

ويقول "سافير": "أعتقد أن ذلك سيكون مستحيلاً".

وأضاف: "قرار ترامب يُضعف موقف إسرائيل في موضوع القدس على الرغم من قوة الولايات المتحدة".

وتابع: "القرار تسبب بإجماع دولي بقيادة (رئيسة وزراء بريطانيا) تيريزا ماي و(المستشارة الألمانية) أنجيلا ميركل (والرئيس الفرنسي) ايمانويل ماكرون لصالح (خيار- مبدأ) حل الدولتين".

ورأى بناء على ذلك أنه: "لن يكون هناك أي زخم للقرار الأمريكي، وبالمقابل فقد فقدنا واشنطن كوسيط في عملية السلام إذ لن يتم النظر إليها بعد الآن كوسيط نزيه".

وبالمقابل لم يتغير أي شيء في القدس على أرض الواقع، بحسب "سافير".

وتابع "سافير": "ما زالت الحاجة إلى مفاوضات للتوصل إلى اتفاق حول قضايا الحل النهائي بما فيها القدس قائمة، ولكن من أجل هذا الأمر، فإن علينا أن نبحث طرقاً خلاّقة جديدة سواء من خلال إقناع ترامب بتقديم أفكار خلاقة أو انخراط أطراف جديدة من الاتحاد الأوروبي".

وكانت بريطانيا وألمانيا وفرنسا، قد قادت الموقف الدولي المعارض وبشدة لقرار "ترامب" بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وقد أكدت الدول الأوروبية الكبرى الثلاث، في بيانات رسمية، على أنها لا تقبل الموقف الأمريكي، وألا تغيير في موقفها بشأن القدس، وعليه فإنها "لن تنقل سفاراتها إلى المدينة".

وامتنعت حكومة الاحتلال الإسرائيلية عن التعقيب على مواقف هذه الدول الكبرى.

لكن مسؤول فلسطيني كبير، قال إن الإجماع الدولي على موضوع القدس والرافض للقرار الأمريكي، كان "لافتاً جداً".

وأضاف المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه في حوار: "سيجري البناء عليه (الإجماع الدولي) في التحركات السياسية القادمة".

وتابع: "بشكل واضح، فإن هذا القرار الأمريكي نحّى الولايات المتحدة كوسيط في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، ولن يقبل بها بعد الآن وسيطاً في العملية، وهي اختارت ذلك بنفسها من خلال هذا القرار".

وتابع المسؤول الفلسطيني: "أستبعد أن تُقدم دول أخرى ذات قيمة على خطوة مشابهة".

ومع ذلك، فقد قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، الخميس في مقر وزارة الخارجية الإسرائيلية، إنه "يجري حالياً اتصالات مع دول أخرى ستعترف بالقدس بشكل مماثل".

وأضاف في تصريحات صحيفة: "لا شك لي بأن عندما ستنتقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وحتى قبل ذلك ستنتقل سفارات كثيرة أخرى إلى القدس آن الأوان لذلك".

ولكن نقل السفارة الأمريكية فعلياً إلى القدس، قد يستغرق سنوات، بحسب مراقبين.

ويستبعد "سافير" صحة تصريحات "نتنياهو"، وقال: "ربما تخرج دولة من هنا أو هناك، على الأكثر دولتين أو ثلاث دول، أما الحديث عن دول مهمة، فهذا ليس مستبعداً فقط، وإنما مستحيل".

وفي السياق ذاته، تقول صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، على موقعها الإلكتروني الخميس، إن وزارة الخارجية الإسرائيلية والسفارات الإسرائيلية في الخارج، بدأت في إجراء استطلاع لمعرفة ما إذا كانت الدول الأخرى في العالم على استعداد لأن تحذو حذو الولايات المتحدة بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفاراتها إلى المدينة.

وأشارت إلى أن إسرائيل اتصلت مع عدة دول مسيحية في إفريقيا. وقالت: "يأمل المسؤولون الإسرائيليون أن يحذو رئيس الفلبين رودريغو دوتيرتي حذو ترامب".

وتعتبر جهورية التشيك، من أكثر الدول الغربية قرباً من إسرائيل، ومع ذلك فإنها اتخذت، الأربعاء، قراراً، فضّلت إسرائيل حتى عدم الإشارة اليه.

وقالت وزارة الخارجية التشيك، الأربعاء، في تصريح مكتوب لها إنها تعترف بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل.

وأضافت: "تعتبر الجمهورية التشيكية مع الدول الأخرى الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، عقب استنتاجات مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، أن القدس عاصمة مستقبلية للدولتين، أي دولة إسرائيل ودولة فلسطين المستقبلية".

ولكن الحكومة الإسرائيلية لا تريد اعترافاً بالقدس الغربية فقط عاصمة لإسرائيل وإنما القدس بشطريها الشرقي والغربي.

ولوحظ أن الرئيس الأمريكي "ترامب" لم يستخدم تعبير "القدس الموحدة" الذي تستخدمه إسرائيل في بياناتها الرسمية.

وفي هذا الصدد، قال "سافير": "كإسرائيلي فإن القدس الغربية هي عاصمة إسرائيل، لقد كانت كذلك وهكذا ستبقى، وما نريده هو حل للموضوع الفلسطيني، بما يشمل موضوع القدس في إطار عاصمتين لدولتين".

وأضاف: "القرار الأمريكي أبعدنا عن أمر جيد لإسرائيل، وهو حل الموضوع الفلسطيني وموضوع القدس فقد أصبح أكثر صعوبة".

وتابع: "أنا ولدت في القدس، والقدس عاصمة بالنسبة لي، وصلة اليهود بالمدينة تعود لألفي عام، ولسنا بحاجة إلى دونالد ترامب ليقول ذلك".

وتابع "سافير": "ما جرى هو أن حل موضوع القدس أصبح أكثر صعوبة، وعلى المنطقة والعالم أن يتحدث مع دونالد ترامب من أجل إصلاح الأمر ولا يجب أن نستسلم أبداً".

اقرأ أيضا: توجيه تهمة "تمويل مخطط إرهابي" للمدير السابق لـ"لافارج" على خلفية عمل الشركة السابق في سوريا




المصدر